تحول علمي مذهل: تحويل البلاستيك إلى مادة تمتص الكربون

منذ 10 ساعات
تحول علمي مذهل: تحويل البلاستيك إلى مادة تمتص الكربون

تحويل نفايات البلاستيك إلى أداة لمكافحة الاحتباس الحراري

في خطوة علمية ثورية، قام فريق من الكيميائيين في جامعة كوبنهاجن بتطوير تقنية جديدة لتحويل نفايات البلاستيك، وخاصة بلاستيك البولي إيثيلين تيريفثالات، إلى مادة قادرة على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون بكفاءة عالية. هذه النفايات، التي كانت تمثل تهديدًا للبيئة، قد تتحول الآن إلى أداة فعالة في مكافحة الاحتباس الحراري.

مادة BAETA القابلة للتصنيع

المادة الجديدة التي أطلق عليها العلماء اسم BAETA تتمتع بقدرة فائقة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي أو من مداخن المصانع. عند تشبعها، يمكن تسخين المادة لتحرير الغاز بشكل مركّز، مما يتيح إمكانية تخزينه تحت الأرض أو إعادة استخدامه كمصدر للطاقة.

توضح الباحثة مارجريتا بوديريت: “ما يميز هذه التقنية هو قدرتها على تحويل مشكلة بيئية إلى جزء من الحل المناخي، حيث تتحول نفايات البلاستيك إلى مادة أولية تُساهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة”.

خصائص BAETA وكفاءتها

تتمتع مادة BAETA بسطح محسن كيميائيًا يتيح لها ربط ثاني أكسيد الكربون بفاعلية. كما أنها قابلة للتصنيع على نطاق واسع باستخدام تقنيات الإنتاج الصناعي، وتعمل بكفاءة في درجات حرارة تتراوح بين درجة الغرفة وحتى 150 مئوية، مما يجعلها مثالية للاستخدام في المصانع التي تتعرض لغازات مرتفعة الحرارة. وقد أظهرت التجارب أنها تعمل لفترات طويلة بكفاءة عالية.

فرص اقتصادية جديدة

لا يقتصر هذا الابتكار على معالجة مشكلة المناخ فحسب، بل يمكن أيضًا أن يوفر حافزًا اقتصاديًا لجمع البلاستيك من المحيطات. فالبلاستيك المتحلل في البحار، والذي يعتبر من أصعب الأنواع لإعادة التدوير، يتناسب تمامًا مع تقنية BAETA.

خطط المستقبل وتحديات التمويل

يأمل الباحثون في توسيع نطاق الإنتاج ليصل إلى أطنان من المادة تمهيدًا لاستخدامها في محطات التقاط الكربون الصناعية. التحدي الأكبر ليس تقنيًا، بل يكمن في إقناع المستثمرين وصناع القرار بتمويل مشروع التوسع.

وفي هذا السياق، يؤكد البروفيسور جي وونج لي: “يمكن لهذا الابتكار أن يغير الطريقة التي نتعامل بها مع مشكلتي المناخ والتلوث. نحن لا نحل مشكلتين منفصلتين، بل ندمجهما في حل واحد مستدام”.