لافروف يتهم أوروبا بمحاولة إبعاد ترامب عن استراتيجيته الواقعية لحل الأزمة الأوكرانية

منذ 12 أيام
لافروف يتهم أوروبا بمحاولة إبعاد ترامب عن استراتيجيته الواقعية لحل الأزمة الأوكرانية

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الدول الأوروبية بالسعي لإبعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “منطقه الواقعي” فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.

استعداد ترامب للسلام

أكد لافروف أن إدارة ترامب أظهرت استعداداً حقيقياً للبحث عن تسوية سلمية طويلة الأجل، بدلاً من مجرد وقف قصير الأمد لإطلاق النار.

محاولات الضغط الأوروبي

وفي مقابلة مع قناة “Ultrahang” الهنغارية، أشار لافروف إلى أن الأوروبيين “يحاولون بكل جهدهم تشويه موقف الرئيس ترامب المعلن منذ البداية، والمبني على فهم واقعي لطبيعة الصراع وحدود الأمن القومي الروسي.”

تأكيدات ترامب حول الناتو

وأضاف وزير الخارجية الروسي أن ترامب كان من أوائل الزعماء الغربيين الذين اعتقدوا أن حلف الناتو يجب ألا يتدخل مباشرة في أوكرانيا، وأن وجود الحلف على حدود روسيا غير مقبول من قبل موسكو. إذ أكد ترامب أنه يدرك تماماً مشاعر روسيا ومخاوفها الأمنية.

دعوة للسلام الشامل

وأشار لافروف إلى تصريحات ترامب الأخيرة بعد لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين في أنكوريج، ألاسكا، والتي تعكس تفاهماً متزايداً بين الطرفين حول أهمية التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب بشكل نهائي وليس لهدنة مؤقتة.

التوجه نحو السلام

أكد لافروف أن ترامب صرح بوضوح بأنه لا يكمن الحل في وقف إطلاق النار، بل في تحقيق سلام دائم وطويل الأمد. وهذا الموقف يتماشى تمامًا مع موقف موسكو.

انتقادات للمواقف الأوروبية

انتقد لافروف المواقف الأوروبية والأوكرانية التي تدعو حالياً إلى وقف إطلاق النار الفوري، مشيراً إلى أن هذه الدعوات ليست سوى محاولة جديدة لكسب الوقت وإعادة تسليح أوكرانيا، كما حصل بعد توقيع اتفاقيات مينسك عام 2015، التي لم تُنفذ أبداً.

اعترافات زعماء الغرب

وأوضح الوزير أن بعض القادة الغربيين، مثل المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند، اعترفوا لاحقاً بأن اتفاقيات مينسك كانت في الحقيقة تهدف إلى منح كييف الوقت لإعادة بناء قدراتها العسكرية، وليس لتحقيق السلام.

التدخل البريطاني

كما ذكر لافروف بتدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون في أبريل 2022، الذي أعاق توقيع اتفاق سلام أولي بين موسكو وكييف في إسطنبول، موضحاً أن هذا الموقف أدى إلى تحول كبير في مسار الأزمة وزيادة حدة الخطاب الغربي تجاه روسيا.

رفض المفاوضات

وأشار لافروف إلى أن القيادة الأوكرانية، تحت قيادة فلاديمير زيلينسكي، ما زالت ترفض أي مفاوضات مع موسكو، وتصمم على “عزل روسيا سياسياً واقتصادياً إلى الأبد.”

الاتصالات الروسية الأمريكية

وأكد لافروف أن هناك اتصالات مكثفة جرت مؤخراً بين موسكو وواشنطن لتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال المحادثة الهاتفية في 16 أكتوبر بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، مشيرًا إلى أن المناقشات مع نظيره الأمريكي كانت “بناءة وتركزت على خطوات عملية لاستعادة الاستقرار الأوروبي.”

دعوة للسلام المستدام

اختتم لافروف تصريحاته بالتأكيد على أن روسيا لا ترى فائدة من أي اتفاق مؤقت أو وقف هش لإطلاق النار، بل تدعو إلى سلام شامل ومستدام يعالج جذور الأزمة الأمنية في أوروبا. وقال: “لقد رأينا ما حدث بعد اتفاقيات مينسك، ولا نريد تكرار تلك التجربة. يجب أن يكون السلام هذه المرة حقيقياً، دائماً، ومتوازناً بين جميع الأطراف.”