رسوم ترامب تضع المشروعات الأمريكية الصغيرة المعتمدة على المنتجات الهندية في خطر

منذ 2 ساعات
رسوم ترامب تضع المشروعات الأمريكية الصغيرة المعتمدة على المنتجات الهندية في خطر

تأثير الرسوم الجمركية على الشركات الأمريكية الصغيرة

تشهد الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتمد على الواردات الهندية، ضغوطًا كبيرة نتيجة فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 50% على هذه الواردات.

مبررات الإدارة الأمريكية

بررت الإدارة الأمريكية هذا القرار بكونه عقوبة على مشتريات الهند من النفط الروسي، زاعمةً أن تلك المشتريات تدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا. على الجانب الآخر، انتقدت الحكومة الهندية هذه الرسوم ووصفتها بأنها “غير عادلة وغير مبررة”.

تأثيرات اقتصادية مباشرة على الشركات

وفقًا لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، تعاني الشركات الأمريكية الصغيرة من تداعيات اقتصادية مباشرة. على سبيل المثال، عانت سلسلة مطاعم “أول إنديا كافيه” في كاليفورنيا، حيث تضاعفت تكلفة استيراد التوابل والمشروبات الهندية، مما يهدد استمرارية العمل الذي بدأ منذ عام 1996. وذكرت مالكة المشروع أن “البقاء خلال فترة كوفيد كان أسهل مما هو عليه الآن”.

الصعوبات في قطاع الملابس التقليدية

المشاكل لا تقتصر على المطاعم فحسب، بل تمتد إلى متاجر الملابس. في حي “ليتل إنديا” بمدينة أرتيسيا بكاليفورنيا، أفادت هيرال ميهتا، صاحبة متجر “ساري بالاس”، أنها دفعت 62 ألف دولار رسومًا جمركية على شحنة واحدة تضم 200 فستان زفاف، مشيرةً إلى أنها لم تتقاضَ راتبًا منذ عام بسبب دفع هذه الرسوم.

أما شركة “لاشكارا” للملابس، التي توظف 600 عامل في الهند، فقد تواجه ضرورة فرض رسوم إضافية على كل طلب إذا استمرت الرسوم. مالكو المصانع في سورات، عاصمة النسيج الهندي، وصفوا الوضع بأنه “أكثر ركودًا من فترة كوفيد”.

أزمة في قطاع التجميل

قطاع التجميل أيضًا لم يسلم من تأثير الرسوم. ميشيل رانافات، مؤسسة علامة “رانافات” للعناية بالبشرة والشعر، التي تعتمد على مكونات من كشمير مثل الزعفران، أكدت أن نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة غير ممكن، مبررةً ذلك بوجود الخبرة والموارد اللازمة في الهند. وأشارت إلى أنها قد تضطر لتسريح موظفيها في كاليفورنيا إذا استمرت التكاليف في الارتفاع.

المستهلك الأمريكي تحت الضغط

تؤكد الشركات الأمريكية الصغيرة المتضررة أن الرسوم تلحق الأذى بالمستهلك الأمريكي بشكل أساسي. وفقًا لرانافات، “يعتقد الناس أن الهند هي التي ستتضرر، لكن في النهاية، المستهلك الأمريكي هو من يتحمل الفاتورة”. وحتى قطاع الألعاب والمنتجات الثقافية، مثل شركة “مودي تويز”، التي تبيع ألعابًا وكتبًا مستوحاة من الثقافة الهندية، تعاني من عدم اليقين في موسم الكريسماس، الذي يعد ذروة المبيعات، بسبب هذه الرسوم غير المتوقعة.

أزمة في قطاع الأغذية التقليدية

قطاع الأغذية التقليدية أيضًا يعاني. ساتياجيت هانجي، الشريك المؤسس لمزرعة للمنتجات العضوية، التي تعمل مع 3000 مزارع، أشار إلى انخفاض الطلب بنسبة 70% إلى 80% بسبب الرسوم، حيث يتردد المستهلكون في إتمام عمليات الشراء على خلفية هذه الزيادة.

أهمية الهند كشريك تجاري

تُعتبر الهند أكبر شريك تصديري منفرد للولايات المتحدة، حيث بلغت صادراتها 87 مليار دولار في عام 2024. يعمل 45 مليون شخص في قطاع النسيج والملابس داخل الهند. ورغم استثناء قطاعي الأدوية والإلكترونيات من الرسوم، يبقى قطاع الأغذية والملابس التقليدية في قلب الأزمة، مما يهدد آلاف الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة وعشرات الملايين من الوظائف في الهند.