دراسة تكشف تطابق أدمغة القطط المصابة بالخرف مع أدمغة البشر المرضى

منذ 11 أيام
دراسة تكشف تطابق أدمغة القطط المصابة بالخرف مع أدمغة البشر المرضى

دراسة تستكشف العلاقة بين خرف القطط ومرض ألزهايمر

كشفت دراسة أعدها باحثون في جامعة إدنبرة أن القطط التي تعاني من الخرف تظهر تغيرات دماغية مشابهة لتلك التي يعاني منها الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر. هذا الاكتشاف يوفر نموذجًا قيمًا لفهم هذه الحالة لدى البشر.

تراكم بروتين أميلويد بيتا

حسب “Medical Xpress”، لاحظ العلماء أن أدمغة القطط المصابة بالخرف تحتوي على تراكمات لبروتين أميلويد بيتا السام. يُعتبر هذا التراكم علامة رئيسية لمرض ألزهايمر، وقد أوضحت النتائج كيف يمكن أن يتسبب هذا البروتين في اختلال وظائف الدماغ وفقدان الذاكرة المرتبط بالعمر لدى القطط.

الأعراض السلوكية في القطط الأكبر سنًا

تظهر العديد من القطط الأكبر سنًا علامات الخرف، مما يؤدي إلى تغييرات سلوكية مثل زيادة الصوت أو المواء، إلى جانب الارتباك واضطرابات النوم. هذه الأعراض تتشابه بشكل كبير مع تلك التي تظهر لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.

فحص أدمغة القطط المتأثرة

قام الباحثون بفحص أدمغة 25 قطة من أعمار متنوعة بعد وفاتها، بما في ذلك القطط التي أظهرت علامات على الخرف. أظهرت الصور المجهرية وجود تراكم لبروتين بيتا أميلويد في المشابك العصبية، والتي تعتبر الوصلات الأساسية بين خلايا الدماغ. يمثل فقدان هذه المشابك علامة قوية على ضعف الذاكرة والتفكير لدى مرضى ألزهايمر.

تأثير الخلايا الداعمة على الخرف

كما وجد الباحثون أن خلايا الدعم في الدماغ، مثل الخلايا النجمية والخلايا الدبقة الصغيرة، قامت بابتلاع المشابك العصبية التالفة. تُعرف هذه العملية بـ”تقليم المشابك العصبية” وهي ضرورية خلال نمو الدماغ، لكنها قد تسهم كذلك في فقدان المشابك العصبية في حالات الخرف.

واجهة جديدة لفهم الخرف

يؤكد الخبراء أن هذه النتائج لا تُساعد في فهم وإدارة الخرف لدى القطط فحسب، بل قد تُساهم أيضًا في تطوير علاجات مستقبلية للبشر المصابين بمرض ألزهايمر نظرًا للتشابه الكبير بين الحالتين.

نموذج بحثي يعد بفرص جديدة

حتى الآن، اعتمد العلماء في دراسات مرض ألزهايمر بشكل كبير على نماذج القوارض المعدلة وراثيًا، التي لا تصاب بالخرف بشكل طبيعي. قد تسهل دراسة القطط المصابة بالخرف تطور المعرفة اللازمة لعلاج الحيوانات والبشر معًا.

الآفاق المستقبلية للعلاجات

تفتح هذه الدراسة أفقًا جديدًا لاستكشاف ما إذا كانت العلاجات الحديثة لمرض ألزهايمر البشري ستكون فعالة في مساعدة الحيوانات الأليفة المتقدمة في العمر. بما أن القطط تتعرض لهذه التغيرات الدماغية بشكل طبيعي، فإنها توفر نموذجًا دقيقًا للمرض بالمقارنة مع القوارض، مما يعود بفائدة على كلٍ من الحيوانات ومقدمي الرعاية لها.

نشرت هذه الدراسة في “المجلة الأوروبية لعلوم الأعصاب”، وشارك فيها فريق من علماء من جامعتي إدنبرة وكاليفورنيا، بالإضافة إلى معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة ومعهد علوم الدماغ الاسكتلندي.