بلجيكا تصعّد ضد إسرائيل وتتجاهل التحذيرات الأمريكية

منذ 4 ساعات
بلجيكا تصعّد ضد إسرائيل وتتجاهل التحذيرات الأمريكية

أكدت الحكومة البلجيكية أنها ماضية في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل وفرض عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، كما قررت الاعتراف بفلسطين، على الرغم من احتمال حدوث رد فعل “عنيف” من إسرائيل والولايات المتحدة.

التزام بلجيكا بالاعتراف بفلسطين

في تصريح لشبكة “يورونيوز” الأوروبية، أكد وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، أن بلاده لا تمتلك خيارًا آخر سوى الالتزام بالاعتراف بفلسطين، نظرًا للأزمة الإنسانية الحادة في غزة. وأضاف: “نحن قلقون، لكن بصراحة، من الصعب للغاية رفض التصرف وفقًا لالتزاماتنا القانونية في ظل الوضع الراهن في غزة”.

خطط العقوبات والإجراءات

أعلنت بلجيكا، يوم الإثنين الماضي، عن نيتها الانضمام إلى فرنسا والمملكة المتحدة في التزامها بالاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر. كما كشفت الحكومة البلجيكية، التي تضم خمس أحزاب، عن خطط لتعليق واردات السلع من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى إيقاف تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين البلجيكيين المقيمين في هذه المستوطنات.

ردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية

وفي رد فعل من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهم رئيس وزراء بلجيكا، بارت دي ويفر، بتقديم تنازلات لحركة حماس. من جهته، دافع الوزير بريفو عن القرار البلجيكي واعتبره “شجاعًا” و”ضروريًا” في هذه المرحلة، مؤكدًا على التزام بلاده بمبادئ القانون الدولي.

التوترات مع الولايات المتحدة

تدخلت الولايات المتحدة ضد دول أخرى اتخذت مواقف مشابهة ضد إسرائيل ردا على الهجوم العسكري المستمر على غزة. وأعربت الخارجية الأمريكية عن “قلقها البالغ” من قرار صندوق الثروة السيادي النرويجي بسحب استثماراته من شركة “كاتربيلر” بسبب علاقتها بالمستوطنات الإسرائيلية. كما لا يزال مشروع قانون مقاطعة السلع من الأراضي الفلسطينية المحتلة قيد النقاش في أيرلندا، وقد أثار هذا المشروع ردود فعل حادة من قبل الولايات المتحدة.

التصريحات الأيرلندية والتهديدات الأمريكية

أرسل مجموعة من النواب الأمريكيين خطابًا إلى وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت، مطالبين بإضافة أيرلندا إلى قائمة الدول المقاطعة لإسرائيل إذا تم إقرار القانون. على الرغم من الانتقادات الدولية، أكد المتحدث باسم رئيس وزراء أيرلندا، ميشيل مارتن، التزام الحكومة الأيرلندية بتمرير هذا المشروع، مصرحًا: “نأمل ألا تفرض الولايات المتحدة أي نوع من العقوبات ضد الدول التي قررت التصرف وفقًا للقانون الدولي والقانون الإنساني”.

الاستدعاءات الدبلوماسية في فرنسا

في هذا السياق، استدعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السفير الأمريكي في فرنسا، تشارلز كوشنر، لتوبيخه دبلوماسيًا، بعد أن زعم كوشنر أن فرنسا لم تفعل ما يكفي لاحتواء تصاعد ما سماه “معاداة السامية في البلاد”. جاءت هذه الاتهامات بعد قرار فرنسا الاعتراف بفلسطين.

تصاعد التوترات بين فرنسا وإسرائيل

في رسالة إلى ماكرون، قال كوشنر: “التصريحات العامة ضد إسرائيل والإشارات نحو الاعتراف بدولة فلسطينية تعزز المتطرفين وتغذي العنف وتعرض حياة اليهود في فرنسا للخطر”. وفي تصعيد كبير للتوترات، أفادت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، شارين هاسكل، أن “إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس” أصبح “على طاولة” نتنياهو، مضيفة أن إسرائيل قد تغلق القنصلية الفرنسية رداً على نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية، مؤكدة أنه “تم إغلاق القنصلية النرويجية في القدس وأخرى في أيرلندا، ويمكننا النظر في الأمر مع دول أخرى”.