تحذيرات أمنية من الخبراء بشأن سباق الذكاء الاصطناعي في متصفحات الإنترنت

منذ 9 أيام
تحذيرات أمنية من الخبراء بشأن سباق الذكاء الاصطناعي في متصفحات الإنترنت

تطور متصفحات الويب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي

تشهد متصفحات الويب تحولاً كبيراً نتيجة تزايد دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها أكثر تفاعلاً وذكاءً من أي وقت مضى.

دخول الشركات الكبرى في المنافسة

برز هذا الاتجاه مؤخراً بعد إطلاق شركات كبرى مثل OpenAI ومايكروسوفت مزايا جديدة في سباق “متصفحات الذكاء الاصطناعي”. من بين هذه المزايا متصفح ChatGPT Atlas وميزة “وضع المساعد الذكي” في متصفح مايكروسوفت إيدج.

سباق الهيمنة على الإنترنت

تسعى الشركات العالمية الكبرى للهيمنة على بوابة الوصول إلى الإنترنت من خلال دمج الذكاء الاصطناعي مباشرة داخل المتصفحات، مما جعل المساعدات الذكية جزءًا أساسيًا من تجربة التصفح.

شملت هذه الجهود شركات مثل جوجل التي أضافت نموذجها المتطور Gemini إلى متصفح كروم، وأوبرا التي كشفت عن متصفحها الجديد “Neon”، بالإضافة إلى متصفح “Dia” من شركة The Browser Company.

تتنافس أيضًا شركات ناشئة مثل Perplexity عبر متصفحها “Comet”، بينما لا تزال هناك مشاريع أخرى قيد التطوير.

التحذيرات بشأن الثغرات الأمنية

أطلق باحثون تحذيرات من ثغرات أمنية خطيرة رُصدت مؤخرًا في بعض هذه المتصفحات. فقد كشف تقرير عن ثغرات في متصفح ChatGPT Atlas تُمكّن المهاجمين من استغلال ذاكرة الذكاء الاصطناعي الداخلية لحقن أكواد ضارة، مما يمنحهم صلاحيات أعلى أو حتى نشر برمجيات خبيثة.

كما ظهرت ثغرات مشابهة في متصفح Comet تتيح اختراق النظام عبر إرشادات مخفية. واعترفت شركتا Perplexity وOpenAI بخطورة هذه الهجمات المعروفة باسم “حقن الأوامر (Prompt Injection)”، مؤكدةً أنها تمثل تحدياً تقنياً معقداً ما زال بلا حل نهائي.

تهديدات الخصوصية المتزايدة

يعتقد خبراء الأمن السيبراني أن متصفحات الذكاء الاصطناعي تجمع بيانات شخصية أكثر من أي وقت مضى. فهي تتابع نشاط المستخدم وتتعلم منه لبناء ملفات تعريف دقيقة تشمل عمليات البحث والبريد الإلكتروني والمحادثات مع المساعد الذكي.

حذر الخبراء أيضاً من أن تسارع الشركات في إطلاق مزايا جديدة دون مراجعات أمنية كافية قد يؤدي إلى تسريبات أو هجمات واسعة النطاق.

خطر وكلاء الذكاء الاصطناعي

وأشار الخبراء إلى أن أكثر المزايا خطورة تكمن في ما يُعرف بـ “وكلاء الذكاء الاصطناعي”، الذين يتصرفون نيابة عن المستخدم في أداء المهام. ومع غياب الوعي الكافي بالمخاطر، يمكن تضليل هذه الأنظمة بسهولة عبر رسائل أو صور تحتوي على أوامر خفية، مما يوفر للمهاجمين فرصة لاختراق النظام أو الوصول إلى بيانات حساسة.

توصيات أمنية للمستخدمين

ينصح الخبراء المستخدمين بعدم الاعتماد الكامل على أوضاع الذكاء الاصطناعي في التصفح، والاكتفاء باستخدامها عند الضرورة فقط. يُفضل تفعيل وضع “التصفح دون ذكاء اصطناعي” افتراضيًا لحماية البيانات الشخصية.

كما شددوا على أهمية توجيه أنظمة الذكاء الاصطناعي لمواقع موثوقة وتجنب التعامل مع الروابط أو الملفات المشبوهة.

في الوقت نفسه، يرى المحللون أن هذه المخاوف لن توقف سباق الشركات نحو تطوير متصفحات أذكى، لكنها ستفرض واقعاً جديداً يتطلب موازنة دقيقة بين الابتكار والأمان الرقمي.