أمريكا تحقق تقدمًا ثوريًا في علاج الفشل القلبي
في طفرة علمية غير مسبوقة، تمكن باحثون أمريكيون من جامعتي ستانفورد وتكساس في أرلينجتون، بدعم من المعاهد الوطنية للصحة، من تطوير رقعتين قلبيتين صناعتين نابضتين. هذه الرقع تمثل مستقبلًا واعدًا لعلاج الفشل القلبي عبر التجديد الذاتي بدلاً من اللجوء للجراحة أو الزراعة.
الرقعة القلبية الحية من ستانفورد
الرقعة الأولى، التي قام بتطويرها فريق ستانفورد، هي غشاء بيولوجي إلكتروني مرن يُعرف باسم “الرقعة القلبية الحية”. تتميز هذه الرقعة بقدرتها على النبض تمامًا كتأثير نسيج القلب الطبيعي.
تتكون الرقعة من طبقات من الجرافين الموصل، والهيدروجيل، وخلايا قلبية حية، وتتفاعل مباشرة مع عضلة القلب. كما تراقب الإشارات الكهربائية وتعززها في الوقت الفعلي، لتصبح جزءًا من القلب.
أظهرت التجارب الحيوانية نتائج مذهلة، حيث بدأت الأنسجة التالفة في إصلاح نفسها، وتكوّنت أوعية دموية وألياف عضلية جديدة. واستعاد القلب قدرته على الضخ بشكل شبه طبيعي خلال أسابيع، مع قدرة الرقعة على التكيّف مع تغييرات معدل ضربات القلب.
الرقعة من جامعة تكساس
أما الرقعة الثانية، التي طورتها جامعة تكساس، فهي تعتمد على بوليمرات حيوية وخلايا عضلية مشتقة من الخلايا الجذعية. تُظهر هذه الرقعة انقباضًا إيقاعيًا يعزز من اندماجها مع الأنسجة الحية.
في تجربة سريرية رائدة، تم زرع عشرة رقع تحتوي على 400 مليون خلية في قلب امرأة تبلغ من العمر 46 عامًا تعاني من فشل قلبي حاد. ساعدت هذه الرقع على استقرار حالتها لمدة ثلاثة أشهر حتى خضعت لعملية زراعة قلب، دون تسجيل أي مضاعفات.
فوائد الرقع القلبية
تعتمد هذه التقنيات على دعائم مرنة تحاكي نسيج القلب، وتمتاز بقدرتها على التوصيل الكهربائي لضمان التزامن مع نبضات القلب. كما أن توافقها الحيوي يقلل من احتمالات الرفض المناعي.
أظهرت التجارب على الحيوانات والبشر تحسنًا ملحوظًا في أداء القلب، مع انخفاض في التندب وزيادة في تدفق الدم.
آفاق المستقبل
يرى الخبراء أن هذه الرقع القلبية النابضة تمثل نقلة نوعية في مجال الطب الحيوي، خاصة في ظل النقص العالمي في قلوب المتبرعين. يمكن أن تسهم هذه الرقع في تقليل الاعتماد على عمليات الزراع، وخفض التكاليف العلاجية، وتقديم حياة أطول للمرضى.
ومع تأكيد نتائج التجارب البشرية، قد تتحول فكرة القلب الصناعي الذي ينبض فعليًا من مجرد خيال علمي إلى واقع ينقذ الأرواح على مستوى العالم.