توقيف العشرات في جنوب تونس إثر احتجاجات ضد التلوث البيئي
أوقفت الشرطة في مدينة قابس التونسية عشرات الأشخاص خلال تظاهرات احتجاجية ضد مجمع صناعات كيميائية، حيث يتهم السكان المحليون المجمع بالتسبب في التلوث ومجموعة من المشاكل الصحية، وفقاً لتصريحات منظمة ومحامٍ اليوم السبت.
تظاهرات ضد المجمع الكيميائي
شهدت المدينة الساحلية في جنوب شرق تونس مظاهرات حاشدة في الأيام الأخيرة، حيث طالب الآلاف بإغلاق “المجمع الكيميائي التونسي” المعالج للفوسفات، مؤكّدين أن المجمع هو المسؤول عن وقوع العديد من حالات التسمم بالغاز وغيره من المشاكل الصحية المرتبطة بالتلوث.
تفاصيل الاعتقالات
صرح المحامي وعضو الفرع المحلي للمحامين، مهدي التلمودي، قائلاً: “التوقيفات استهدفت متظاهرين ليلاً”. وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس: “كانت التظاهرات النهارية سلمية بشكل كبير، بينما شهدت التظاهرات الليلية اشتباكات متفرقة مع قوات الأمن وحريق إطارات.” وتابع بأن العدد الدقيق للموقوفين لا يزال غير معروف.
بدوره، أكد خير الدين دبية، منسق حملة “أوقفوا التلوث” المحلية، أن “أكثر من 100 شخص أوقفوا” بحلول ظهر اليوم السبت. وأشار إلى أن “الشرطة أوقفت أكثر من 70 شخصاً الليلة الماضية فقط، وازداد العدد حتى الفجر، حيث تم أخذ بعضهم من منازلهم.”
ردود الفعل على التوقيفات
أدان ناشطون تونسيون آخرون على منصات التواصل الاجتماعي “موجة الاعتقالات” التي تزايدت في الآونة الأخيرة.
مطالب السكان بإغلاق المجمع
نظّم سكان مدينة قابس عدة تظاهرات ملحة للمطالبة بإغلاق المجمع المعالج للفوسفات، حيث يستنكرون إطلاقه لمزيد من الغازات والنفايات السامة في البحر.
تصريحات الحكومة والرئاسة
في وقت سابق من هذا العام، أبدت السلطات عزمها على زيادة الإنتاج في المجمع، على الرغم من تعهدها في عام 2017 بإغلاقه تدريجياً. وفي الوقت نفسه، أعلن المكتب الرئاسي التونسي أن الرئيس قيس سعيد استدعى كلاً من رئيس مجلس النواب إبراهيم بودربالة ورئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم، عماد الدربالي، لمناقشة “الوضع البيئي” في قابس، من بين قضايا أخرى.
أثناء اللقاء، ذكر سعيد أن “العمل جارٍ لإيجاد حلول عاجلة لمسألة التلوث.” وقد تعهد الرئيس التونسي سابقاً بدعم قطاع الفوسفات الذي عانى من الاضطرابات ونقص الاستثمار، معتبراً إياه “ركيزة أساسية” للاقتصاد الوطني.
خطط تونس لزيادة إنتاج الأسمدة
تتطلع تونس للاستفادة من ارتفاع أسعار الأسمدة عالمياً عن طريق زيادة إنتاج المجمع الكيميائي في قابس بأكثر من أربعة أضعاف بحلول عام 2030، حيث يسعى المخطط لرفع الإنتاج من أقل من ثلاثة ملايين طن إلى 14 مليون طن سنوياً.