دراسة تكشف أن مشاهدة اللوحات التشكيلية تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

منذ 13 أيام
دراسة تكشف أن مشاهدة اللوحات التشكيلية تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

الفن وتأثيره الإيجابي على الصحة

أكدت دراسة بريطانية حديثة أن مشاهدة الأعمال الفنية التشكيلية يمكن أن تخفف التوتر، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتعزز جهاز المناعة.

تفاصيل الدراسة

وفقًا لموقع الجارديان، قام باحثون من كلية كينجز كوليدج لندن بقياس الاستجابات الفسيولوجية للمشاركين أثناء مشاهدتهم لروائع فنية لأشهر الفنانين مثل مانيه وفان جوخ وغوغان في معرض فني.

أظهرت النتائج أن الفن يؤثر إيجابيًا على الأجهزة المناعية والهرمونية والعصبية بشكل متزامن، وهي حقيقة لم تُسجل سابقًا. تشير هذه النتائج إلى أن مشاهدة الفن الأصلي لا تؤثر عاطفيًا فحسب، بل تهدئ الجسم وتعزز الصحة والعافية.

جوانب البحث العلمي

شملت الدراسة 50 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا في المملكة المتحدة. شاهد نصف المشاركين أعمالاً فنية أصلية في معرض كورتولد بلندن، بينما عرضت المجموعة الأخرى نسخًا من اللوحات نفسها في بيئة غير معارض فنية.

ارتدت المجموعتان أجهزة استشعار لقياس معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجلد أثناء الجلسة التي استمرت 20 دقيقة. كما تم أخذ عينات من اللعاب قبل وبعد المشاهدة.

نتائج ملحوظة

وجد الباحثون أن مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) انخفضت بنسبة 22% بشكل متوسط لدى الذين شاهدوا الأعمال الفنية الأصلية، مقابل انخفاض قدره 8% فقط لدى من شاهدوا النسخ المقلدة. كما انخفضت مستويات السيتوكينات المؤيدة للالتهابات المرتبطة بالتوتر وبعض الأمراض المزمنة بنسبة 30% و28% على التوالي لدى المشاركين في المعرض، بينما لم تُسجل أي تغييرات لدى المجموعة الأخرى، مما يدل على تأثير مهدئ محتمل للفن على الاستجابة الالتهابية للجسم.

آراء الباحثين

علق الدكتور توني وودز، الباحث في كلية كينجز كوليدج، قائلاً: “يوضح البحث بوضوح خصائص تخفيف التوتر الناتجة عن مشاهدة الفن الأصلي، وقدرته على إثارتنا وإشراكنا وتحفيزنا في الوقت نفسه”.

وأضاف: “ترتبط هرمونات التوتر والعلامات الالتهابية مثل الكورتيزول وIL-6 وTNF-alpha بعدد من المشاكل الصحية، من أمراض القلب والسكري إلى القلق والاكتئاب. إن الانخفاض في هذه المؤشرات عند مشاهدة الفن الأصلي يشير إلى أن التجارب الثقافية ربما تؤدي دورًا حقيقيًا في حماية العقل والجسد”.

تأثير الفن على الجسم

وجدت الدراسة أيضًا أن الفن يؤثر على الجهاز المناعي والجهاز العصبي والجهاز الصماء المسؤول عن إفراز الهرمونات. أظهر المشاركون الذين شاهدوا الأعمال الفنية في المعرض علامات الإثارة، بما في ذلك انخفاض درجة حرارة الجلد وزيادة معدل ضربات القلب واختلاف في أنماط ضربات القلب.

من الناحية العلمية، النتيجة الأكثر إثارة هي أن الفن أثر إيجابيًا على ثلاثة أنظمة مختلفة في الجسم، وهي الجهاز المناعي والجهاز الغدد الصماء والجهاز اللاإرادي. كما أوضح وودز، “هذه نتيجة فريدة حقًا وقد أدهشتنا”.

الخلاصة

تقدم هذه الدراسة المبتكرة دليلًا قويًا على أن مشاهدة الأعمال الفنية في المعارض تعزز الصحة وتساعد على فهم فوائد الفنون الجمالية. إذ أن الفن لا يُحرك مشاعرنا فحسب، بل يُهدئ أجسادنا أيضًا.

تم أيضًا تقييم الذكاء العاطفي لكل مشارك قبل الدراسة من خلال استبيانات، وقد أشار الباحثون إلى أنه لم يكن لهذا التأثير تأثير كبير على الاستجابات الفردية. المثير هو أن النتائج تظهر أن هذه الفوائد تعتبر عالمية، ويمكن لأي شخص الاستفادة منها.