اليونسكو تعلن عن إتمام المشروع التاريخي التاريخ العام لإفريقيا

منذ 22 ساعات
اليونسكو تعلن عن إتمام المشروع التاريخي التاريخ العام لإفريقيا

إنجاز مشروع “التاريخ العام لإفريقيا” من يونسكو

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” عن إتمام الأجزاء الثلاثة الأخيرة من مشروع “التاريخ العام لإفريقيا”. يأتي هذا الإنجاز بعد ستين عامًا من طموح المنظمة في توثيق تاريخ القارة الإفريقية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحالي. وقد تم إعادة إطلاق المشروع الكبير في عام 2018 بقيادة المديرة العامة السابقة، أودري أزولاي، مما أتاح تحويل هذا الإرث التاريخي إلى موارد تعليمية مفيدة في تدريس تاريخ القارة.

تفاصيل المجلدات الجديدة

في بيان يونسكو الصادر اليوم، أكدت أن المجلدات التاسع والعاشر والحادي عشر تكمل الأجزاء الثمانية الأولى التي نُشرت حتى عام 1993، بعد عمل مشترك من قبل أكثر من 200 خبير أفريقي ودولي على مدار سنوات من البحث والت Study. تستعرض هذه المجلدات التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية الهامة في إفريقيا ومجتمعاتها في المهجر، مع الاستناد إلى أحدث الاكتشافات في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا والعلوم الإنسانية.

التركيز على القضايا المعاصرة

تتناول تلك المجلدات أيضًا القضايا المعاصرة في القارة مثل بناء الدولة، قضايا الشباب، المساواة بين الجنسين، الهجرة، العولمة، والعدالة البيئية. كما تبرز مفهوم “إفريقيا العالمية” كفاعل محوري في الشبكات السياسية والاقتصادية والثقافية على الصعيد الدولي، مما يجعل التاريخ العام لإفريقيا أداة تعليمية عالمية وليس مجرد عمل أكاديمي.

مبادرات تعليمية مبتكرة

كشفت اليونسكو عن وجود دليل تربوي يهدف إلى مساعدة وزارات التعليم في دمج محتوى أفريقي معاصر في المناهج الدراسية. إلى جانب ذلك، تم تطوير لعبة فيديو مجانية بعنوان “أبطال إفريقيا”، تتيح للشباب معرفة قصص عشرة من الشخصيات البارزة من إفريقيا والمغتربين. تصب هذه المبادرات في هدف نقل تاريخ خالٍ من الأحكام المسبقة وتمكين الأجيال الجديدة من تقدير تنوع وغنى التراث الإفريقي.

تاريخ المشروع وأهميته

تم إطلاق مشروع “التاريخ العام لإفريقيا” في عام 1964 بالتعاون مع عدد من الدول الإفريقية، وهو نتيجة لأكثر من 60 عامًا من البحث الأكاديمي. تم إنجاز العمل تحت إشراف لجنة علمية تضم باحثين من إفريقيا والمغتربات، حيث شارك فيه أكثر من 500 باحث من 54 دولة إفريقية ومع خبراء دوليين. يهدف المشروع إلى سرد تاريخ القارة من منظور أفريقي، معتمدًا على منهج يجمع بين التقاليد الشفوية والمناهج التاريخية الحديثة.

نشر المجلدات على نطاق واسع

لضمان نشرها على نطاق واسع داخل إفريقيا، تم إصدار المجلدات باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، وتم ترجمتها إلى اثنتي عشرة لغة، تشمل ثلاث لغات إفريقية هي السواحيلية، الهوسا، والفولانية. بفضل قواعده العلمية وآفاقه الإنسانية الواسعة، يشكل “التاريخ العام لإفريقيا” مرجعًا عالميًا للباحثين والمعلمين والجمهور العام. ما زال هذا العمل يغذي المناقشات حول هوية القارة وذاكرتها ومستقبلها في عالم يتجه نحو العولمة.