اكتشاف علمي جديد يكشف عن دور الدهون الخفي في تعزيز مرض آلزهايمر

الرابط بين السمنة وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون أمريكيون عن ارتباط خفي بين السمنة ومرض الزهايمر. تشير النتائج إلى أن الأنسجة الدهنية لا تقتصر على تخزين الدهون، بل تقوم أيضًا بإرسال رسائل كيميائية قد تسرع من تراكم اللويحات السامة في الدماغ. هذه الرسائل تنتقل عبر جسيمات دقيقة تُعرف باسم الحويصلات خارج الخلوية، التي تعمل كحلقة وصل بين الخلايا، وتستطيع عبور الحاجز الدموي الدماغي للوصول إلى خلايا المخ.
نتائج الدراسة وآثارها
تم نشر الدراسة في مجلة Alzheimer’s & Dementia، التي تصدر عن جمعية الزهايمر الأمريكية، حيث ذكرت أن الحويصلات المستخلصة من الخلايا الدهنية للأشخاص المصابين بالسمنة تحتوي على أنواع معينة من الدهون تختلف عن تلك الموجودة لدى الأفراد ذوي الوزن الطبيعي. هذا الاختلاف في المحتوى الدهني يساهم في تسريع تكوين بروتين أميلويد بيتا، وهو العنصر الأساسي للويحات المرتبطة بمرض الزهايمر.
بيانات الباحثين ودور السمنة
قال أحد الباحثين: “تُعتبر السمنة حاليًا عامل خطر قابل للتعديل وسببًا رئيسيًا للإصابة بالخرف في الولايات المتحدة، وهذا الاكتشاف يوضح جزءًا من الأسباب وراء هذه العلاقة”. قام الباحثون بتحليل عينات من دهون الجسم، بالإضافة إلى التجارب على نماذج حيوانية من الفئران، ولاحظوا أن الحويصلات المشتقة من الأنسجة الدهنية للأشخاص المصابين بالسمنة قادرة على عبور الحاجز الدموي الدماغي، مما يُحفز على تكوين اللويحات البروتينية داخل الدماغ. في المقابل، كانت فعالية هذه الحويصلات أقل بكثير لدى الأفراد ذوي الوزن السليم.
آفاق العلاج وتأثير السمنة على الدماغ
تشير هذه النتائج إلى أن استهداف الحويصلات الدهنية قد يمثل وسيلة علاجية جديدة للحد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة. يأمل العلماء في تطوير أدوية تساعد على تعطيل الإشارات الممرضة التي تحملها هذه الحويصلات أو تبطئ تراكم البروتينات السامة مثل أميلويد بيتا.
كما يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين صحة الجسم وصحة الدماغ. فالسمنة ليست مجرد مشكلة أيضية أو قلبية فحسب، بل قد تؤثر بشكل مباشر في الدماغ من خلال شبكات من الإشارات الجزيئية التي تربط الدهون بالخلايا الدماغية.
فتح آفاق جديدة لعلاج الزهايمر
مع هذا الاكتشاف، يفتح العلماء الباب أمام أنماط جديدة من علاجات الزهايمر، تعتمد على فهم التواصل الخفي بين دهون الجسم وخلايا الدماغ. قد يكون هذا التواصل أحد المفاتيح الضرورية لإبطاء تدهور الذاكرة والوظائف الإدراكية في المراحل المبكرة من المرض.