مشاركة عصمت في الاجتماع الوزاري لمؤتمر اتحاد مرافق الكهرباء APUA: تفاصيل وأهداف

منذ 2 ساعات
مشاركة عصمت في الاجتماع الوزاري لمؤتمر اتحاد مرافق الكهرباء APUA: تفاصيل وأهداف

أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر تعد شريكا فعالا ونشطا في تعزيز التنمية المستدامة في قارة إفريقيا. بفضل موقعها الجغرافي وتاريخها، تُعتبر مصر بوابة القارة إلى العالم. وأوضح الوزير أهمية نقل التجربة المصرية، بما فيها النجاحات والتحديات، وتبادل الخبرات مع الأشقاء في الدول الإفريقية بكل شفافية، بالإضافة إلى التعلم من تجاربهم الناجحة والاستفادة منها.

المؤتمر كمنصة لتبادل الخبرات

وأضاف الدكتور عصمت في كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال افتتاح الاجتماع الوزاري للمؤتمر العام الحادي والعشرين لمنظمة اتحاد مرافق الكهرباء الإفريقية “APUA”، أن المؤتمر يمثل منصة مثالية لتبادل الخبرات وطرح الحلول المبتكرة. يُعتبر المؤتمر ورشة عمل عملاقة تلتقي فيها العقول والخبرات لتطوير الآليات اللازمة لجذب التمويل من خلال أدوات التمويل المختلط والأخضر، ونقل التكنولوجيا عبر الشراكات الاستراتيجية، وبناء القدرات البشرية من خلال برامج التدريب.

وأوضح الدكتور عصمت أن الحضور الكبير في المؤتمر يمثل تجسيدًا حيًا للإرادة المشتركة لقارتنا الإفريقية، ويعبر عن عزمنا الجماعي على مواجهة التحديات وبناء مستقبل طاقة مستدام يُمكن جميع أبناء القارة من الاستفادة منه. وتعد هذه الفعالية شهادة على نضج الوعي الإفريقي بإهمية الطاقة كعنصر أساسي للتنمية والاستقرار.

استراتيجية مصر للطاقة المتجددة

وأشار الدكتور عصمت إلى أن مصر تدرك أهمية التحول في الطاقة منذ وقت مبكر، حيث أعدت استراتيجية طموحة ومتنوعة للطاقة حتى عام 2040. تهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة نسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل إلى حوالي 42% بحلول عام 2030، وأكثر من 65% بحلول عام 2040. كما تسعى مصر إلى تحقيق كفاءة الطاقة من خلال إجراءات تهدف إلى ترشيد الاستهلاك بنسبة 18% بحلول عام 2040.

ولفت الوزير إلى الخطوات المهمة المتخذة لتهيئة بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص في مجال الطاقات المتجددة، بما في ذلك إصلاح القانون الكهربائي لتحرير سوق الكهرباء وتحفيز الاستثمار في هذا القطاع.

التحول النوعي في قطاع الكهرباء

أكد الدكتور عصمت أن قطاع الكهرباء شهد نقلة نوعية غير مسبوقة، حيث تم تنفيذ مشروعات ضخمة في مجالات توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وبالأخص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقد شملت هذه المبادرات تحديث شبكات النقل والتوزيع لزيادة كفاءتها وقدرتها على استيعاب الطاقات المتجددة.

وأضاف أنه يتم تنفيذ برامج لرفع كفاءة استخدام الطاقة، التي تساهم مجتمعة في تعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى تحقيق التزامات مصر الدولية لمواجهة تغير المناخ.

التحديات المستقبلية والتحول في الطاقة

أشار الوزير إلى التحديات الكبيرة والمتشابكة التي تواجه التحول في الطاقة على الرغم من الآثار الإيجابية الواعدة، مثل الحاجة إلى التمويل اللازم لمشروعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تحديث وتوطين التكنولوجيا الحديثة.

كما أوضح ضرورة تطوير البنية التحتية القادرة على دعم هذا التحول، خاصة شبكات الربط الإقليمي، لمواجهة التغيرات التكنولوجية السريعة والآثار السلبية للتغير المناخي.

محاور العمل في المؤتمر

أكد الدكتور عصمت أهمية التركيز على تطوير استراتيجيات وطنية وإقليمية مرنة وقابلة للتطبيق، تأخذ بعين الاعتبار الخصائص والاحتياجات الخاصة بكل دولة. كما أكد على تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الربط الكهربائي وتبادل الطاقة، وتطوير الأسواق الإقليمية لتحقيق التكامل.

وشدد على أهمية الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة من خلال توفير بيئة تشريعية ومالية مناسبة. كما أشار إلى ضرورة تطوير البنية التحتية للطاقة بشكل شمولي وزيادة كفاءة استخدام الطاقة.

آفاق الطاقة في إفريقيا

اختتم الدكتور عصمت حديثه بالتأكيد على أن قوة أفريقيا تكمن في وحدتها وتنوعها. وأشار إلى الإرادة السياسية القوية التي تتجلى في الاتفاقيات والمبادرات القارية مثل السوق الأفريقية الموحدة للكهرباء. وأكد أن قارتنا تتمتع بإمكانيات هائلة وغير مستغلة في مجالات الطاقة المتجددة.

وفي النهاية، أعرب عن أمل أن يسهم المؤتمر في صياغة رؤية مشتركة لمستقبل الطاقة في أفريقيا، ويضع خارطة طريق واضحة وقابلة للتنفيذ لتحقيق هذه الرؤية، مؤكدًا على ضرورة بناء نظام طاقة أفريقي موحد يكون أكثر مرونة واستدامة من خلال التعاون بين الدول.