ندوة هامة بإعلام القليوبية تبرز دور الوعاظ في مكافحة التطرف وحماية الوطن

ندوة تثقيفية حول دور الوعاظ في تعزيز الأمن المجتمعي
عقد مجمع إعلام القليوبية يومًا ندوة تثقيفية موسعة بعنوان “الوعاظ جنود الكلمة في حماية العقول وصون الأوطان” في منطقة القليوبية الأزهرية. تأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الأنشطة التي ينظمها قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات، بهدف ترسيخ قيم المواطنة والتصدي للأفكار المتطرفة وحروب الشائعات، وتعزيز الهوية المصرية.
شارك في الندوة فضيلة الشيخ سعيد خضر – رئيس الإدارة المركزية لمنطقة القليوبية الأزهرية، والعميد ياسر عبد العزيز – الخبير الأمني والاستراتيجي، والعقيد عبد الحليم عزوز – باحث سياسي من القوات المسلحة المصرية.
الكلمة كسلاح قوي في مواجهة الأفكار الهدّامة
في بداية الندوة، أكدت ريم حسين عبد الخالق – مدير مجمع إعلام القليوبية، أن العالم يشهد موجات من الغزو الفكري والانفلات القيمي، مما يبرز أهمية الأزهر الشريف ودور الوعاظ كخط دفاع أول في معركة الوعي. فهؤلاء هم سفراء الكلمة الصادقة التي تزرع الطمأنينة في النفوس وتواجه السلاح بالفكر.
وأضافت ريم أن الكلمة في ظل هذه الظروف أصبحت أقوى من الرصاص، وأن الواعظ الذي يتحلى بالصدق والعلم يمكنه أن يحصّن الشباب ضد التطرف ويكون أداة بناء.
الوعظ كرسالة إيمانية وإنسانية
أكد فضيلة الشيخ سعيد خضر أن الأزهر يؤدي دوره الوطني والديني عبر خطاب معتدل يرسخ التسامح ويحفظ وحدة المجتمع. فالوعظ ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة متجذّرة في التاريخ الإسلامي، حيث كان الأنبياء هم أول الوعاظ الذين يبلغون عن الله بالحكمة.
أشار الشيخ خضر إلى تضاعف أهمية هذه الرسالة في ظل الفجوات بين الأجيال، وزيادة ظواهر الانحراف، مما يحمل الوعاظ مسؤولية أكبر في مواجهة هذه التحديات.
معركة الوعي والإدراك
جاء العميد ياسر عبد العزيز ليشدد على أن المعركة الآن ليست فقط عسكرية، بل هي معركة وعي وإدراك. فمن ينجح في كسب العقول يمتلك القوة الحقيقية. أكد أن الحفاظ على وعي الشباب ضروري لمواجهة التطرف.
في زمن تصاعد التطرف الفكري والشائعات، يلعب الوعظ دورًا محوريًا في تفكيك خطاب الكراهية وتوعية المجتمع.
الحد من الفتن وتعزيز السلام المجتمعي
وأوضح العقيد عبد الحليم عزوز أنه في ظل التحديات الفكرية والثقافية، تزداد الحاجة إلى خطاب واعٍ يعزّز روح المواطنة والتسامح. كما أكد على أهمية الوعي بأخطار التكنولوجيا الحديثة التي تُستخدم في بث الفتن.
وأضاف أنه يجب أن يتعاون الجميع لحماية الوطن وتعزيز الانتماء والوعي لدى الأجيال الناشئة.
تفاعل الحضور وتوصيات الندوة
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث تم فتح باب النقاش حول آليات مواجهة خطاب الكراهية ورفع الوعي في المجتمع. ولخص المشاركون توصياتهم بضرورة تعزيز التعاون بين وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم والهيئة العامة للاستعلامات، وتدريب الوعاظ على مهارات التواصل الفعال.
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية بناء أجيال ترفض التطرف، ورأوا في توجيه الوعاظ لتدريس مادة التربية الدينية في المدارس خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف.
الندوة من إعداد وتقديم زينب قاسم السيد – أخصائي الإعلام بمجمع إعلام القليوبية.