ثقة المستهلكين في بريطانيا: تفاؤل الرجال يقابله حذر النساء

تباين ثقة المستهلكين في بريطانيا
أظهر تقرير حديث وجود تباين واضح في ثقة المستهلكين ببريطانيا، حيث كان الرجال أكثر تفاؤلاً بشأن أوضاعهم المالية، بينما زادت مشاعر القلق والتشاؤم لدى النساء حيال المستقبل الاقتصادي، وذلك تحت حكومة حزب العمال برئاسة كير ستارمر.
تراجع الثقة قبل الميزانية
ذكرت وكالة “بلومبرج”، استناداً إلى تقرير صادر عن مؤسسة “انث” لأبحاث المستهلكين، أن الثقة العامة للبريطانيين في أوضاعهم المالية تراجعت قبيل إعلان ميزانية أكتوبر 2024. ورغم ذلك، تعافت تقييمات الرجال بسرعة، بينما استمرت النساء في تبني مواقف أكثر حذراً وتشاؤماً مقارنة بالفترة السابقة.
فقدان الدعم النسائي لحزب العمال
وأشار التقرير إلى أن حزب العمال خسر نحو نصف الأصوات النسائية التي أسهمت في وصوله إلى الحكم، في حين تراجع الدعم بنسبة أقل قدرها حوالي 40% بين الرجال، مما يعكس تضاؤل قاعدة الدعم الشعبي للحكومة الجديدة.
أزمة تكاليف المعيشة تؤثر على النساء
وأوضحت المؤسسة أن التراجع في ثقة النساء يعود في المقام الأول إلى أزمة تكاليف المعيشة، حيث تُعتبر النساء الأكثر تحملًا للأعباء الناتجة عن ارتفاع أسعار الغذاء وفواتير الخدمات ورعاية الأطفال. كما أن نسبة كبيرة منهن يعملن بدوام جزئي في وظائف منخفضة الأجر، والتي تعد الأكثر تأثرا بزيادة تكاليف الأجور الحكومية، مما زاد من الضغوط المعيشية عليهن.
مخاوف النساء من عدم اهتمام الحكومة
في هذا السياق، أشارت سارة ريس، رئيسة البحوث والسياسات في مجموعة ميزانية المرأة، إلى أن العديد من النساء “لا يشعرن بأن الحكومة تعالج جذور مشكلاتهن”. كما توقعت ارتفاع أسعار الغذاء إلى حوالي 6% بحلول ديسمبر المقبل.
استجابة الحكومة لتحديات التضخم
من جانبها، أكدت وزيرة الخزانة، رايتشل ريفز، أن خفض التضخم سيكون الهدف الرئيسي للميزانية القادمة. وذكرت أن الحكومة تعتزم تنفيذ إصلاحات في قوانين العمل لتعزيز الحماية ضد التمييز وتقديم مزايا إضافية للعاملين ذوي الدخل المنخفض، بالإضافة إلى توسيع نطاق الدعم الحكومي لرعاية الأطفال.
التوقعات المستقبلية لثقة المستهلكين
على الرغم من أهمية هذه الإجراءات، يرى محللون اقتصاديون أنها لن تؤثر سريعًا على ثقة المستهلكين، وخاصة النساء اللواتي تأثّرن بزيادة مساهمات التأمين الوطني وارتفاع أسعار السلع الأساسية. هذا الوضع يعمق من اتجاه الأسر نحو الادخار بدلاً من الإنفاق.
التحذيرات من تأثير ضعف الثقة
يُحذر الخبراء من أن استمرار ضعف ثقة النساء في الأداء الاقتصادي قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط على النمو البريطاني، مما يزيد من صعوبة مهمة الحكومة وبنك إنجلترا في مواجهة أزمتي التضخم وتكاليف المعيشة.