ملتقى الشارقة للسرد يضيء المسرح الصغير والمجلس الأعلى للثقافة لمدة يومين

ملتقى الشارقة للسرد في القاهرة: الدورة الحادية والعشرون
استضاف المجلس الأعلى للثقافة، تحت إشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس، فعاليات ملتقى الشارقة للسرد في دورته الحادية والعشرين على مدار يومين.
شهد اليوم الأول انطلاق الفعاليات في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بينما استقبل مقر المجلس الأعلى للثقافة فعاليات اليوم الثاني.
رحب الدكتور أشرف العزازي بضيوف الملتقى، معبرًا عن سعادته بقدومهم إلى “قاهرة المعز”، حيث قال: “أهلا بكم، فنحن نتشرف باستقبال كل فنان ومبدع من الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه.” وأوضح أن هذا الملتقى يمثل تجمعًا للمبدعين والكتاب والباحثين من مختلف الدول العربية، تحت راية الكلمة وثراء السرد العربي المعاصر.
وأكد العزازي أن ملتقى الشارقة للسرد لم يكن يومًا فعالية أدبية فقط، بل هو منصة للحوار الثقافي وتبادل الرؤى بين المثقفين والمفكرين والأدباء. من جهته، قال عبد الله العويس، رئيس دائرة الشارقة، إن “الشارقة تحتفي بالكلمة والإبداع، حيث تدرك أن الأدب فن جمالي وجسر للتواصل وذاكرة تحفظ الهوية.” وتُعتبر مبادرة تنقل ملتقى الشارقة للسرد بين الدول العربية طريقة لتعزيز اللقاءات بين الكتاب والمبدعين.
ملتقى ثقافي يثري التعاون بين الإمارات ومصر
مُنحت الفعالية بُعدًا خاصًا في القاهرة، حيث يجتمع الأصالة مع الحاضر المتجدد، مما يعزز رؤية مستقبل السرد العربي. ويُعزز الملتقى من أهمية الكلمة الصادقة في صياغة الوعي وبناء الفكر، مما يجعله خطوة نحو تعزيز الأدب العربي على الساحة العالمية.
وأشاد العزازي بدور وزارة الثقافة المصرية وتعاونها المستمر لتعزيز الثقافة العربية، حيث نتج عن هذا التعاون تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. وهذا يؤكد أهمية وجود الأديب والكاتب والشاعر والناقد في المشهد الثقافي المصري والعربي، وهي رؤية تحرص عليها القيادة الرشيدة في البلدين، التي تُظهر عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر.
أحداث الجلسات والمناقشات
بدأت الجلسة الأولى بعنوان “الرواية من الشفاهية إلى الذكاء الاصطناعي”، وأدارها الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي، الذي استعرض تاريخ الرواية في مصر بدءًا من رواية “زينب” للأديب محمد حسين هيكل. وتساءل الشرقاوي: “هل سيُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في أساليب كتابة الرواية، أم سيبقى مجرد أداة؟”
أشار إلى أن كريستوفر كراتشي كان أول من حاول كتابة نصوص باستخدام الكمبيوتر، ومرّ نحو 73 عامًا لنشهد تطور التكنولوجيا حتى أصبحت الآلات تسهم في الكتابة. ثم قدم الدكتور محمد هندي، أستاذ الأدب الحديث بجامعة سوهاج، ورقته البحثية، حيث أشار إلى أن الملتقى يركز على التحولات التي تطرأ على الرواية عبر دوراته الماضية.
تناول هندي تأثير الرقمنة على الرواية، مُشيرًا إلى أن الكاتب يحلم بخلق واقع يحقق فيه ذاته، مما أدى إلى ظهور المجتمعات الافتراضية. وطرح تساؤلات حول الفارق بين الرواية التقليدية والرواية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مُشيرًا إلى أن التجارب الحالية لا تزال في مرحلة مبكرة ولم تتبلور بعد.
تحليل عميق حول الرواية والتكنولوجيا
وقد عقبت الدكتورة بخيتة حامد، مدرس الأدب الحديث بجامعة قنا، على ورقة الدكتور هندي، مشيرةً إلى أن الرواية قد لفتت انتباه النقاد والقراء بشكل كبير. ورغم الفروقات الفكرية حول بدايات الرواية، إلا أن أثر المستجدات الرقمية جعلها من أوائل الفنون القابلة للتغيير.
سلطت حامد الضوء على التغيرات التي شهدتها الرواية، قائلةً إن هذه التحولات توفر فهمًا أعمق حول موضوع الرواية. واختتمت بملاحظة أن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من قدراته، يظل بعيدًا عن فهم المشاعر الإنسانية، مما يجعل الأدب الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على البعد الإنساني.