مولد النبي ميلاد للوجود ومكارم الأخلاق أمين مجمع البحوث الإسلامية يوضح

منذ 8 ساعات
مولد النبي ميلاد للوجود ومكارم الأخلاق أمين مجمع البحوث الإسلامية يوضح

رسالة النبي وتأثيرها على المهن

قال الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن لكل مهنة أصولها التي تستمدها من قلب رسول الله. فالمعلم يستمد علمه من نبع النبوة، والصحفي يستقي أمانته ومعرفته من تعاليم النبي الكريم. وأكد الجندي أن ميلاد الرسول يمثل ميلاد الوجود بأسره وميلاد قيم الأخلاق، وهو اليوم الذي أُعلنت فيه رسالة الحق والعدل والنور.

معاني الرسالة العظيمة

أضاف الجندي، خلال الصالون الثقافي الذي نظمته نقابة الصحفيين، أنه يستحضر في هذا المكان معاني الرسالة العظيمة التي حملها النبي، التي تتجلى في العدل والحق. هذه الرسالة أضاءت الكون وأصبحت نبراسا يهدي البشرية. كما أوضح أن الصحفي يجب أن يتبع سلوك النبي وأخلاقه، ويسعى كما سعى الرسول لإظهار الحقيقة ونشر النور.

أهمية الاحتفال بمولد النبي

أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الاحتفال بمولد النبي لا يقتصر على الطقوس فحسب، بل هو دعوة للعقل للتفكر والتدبر من أجل صياغة المستقبل والتغلب على تحديات الحاضر. وبهذا الروح، يمكن التخطيط لغد أفضل مليء بالإيمان والعزيمة.

الصورة المثالية للصحفي الأمين

أشار الجندي إلى أن النبي لقب بالصادق الأمين، وهي صفة تتماشى مع مهنة الصحافة، إذ لا يمكن للصحافة أن تستقيم بدون الأمانة. فالصجفي الأمين لا يخفي شيئا ولا يضلل الرأي العام، بل ينقل الأحداث كما هي بموضوعية وشفافية. كما نوه إلى أن التحقق من الأخبار هو منهج أصيل يتماشى مع مهنة الصحافة التي تعتمد على التوثيق قبل النشر.

النقد البناء والرؤية الشاملة

لفت الجندي إلى أن النقد البناء هو جزء من رسالة الإسلام، حيث يسعى لتصحيح الأخطاء دون التشهير بالأشخاص. وهذا يتماشى مع رسالة الصحافة الصادقة التي تهدف إلى تقديم نقد هادف لبناء وطن آمن ومزدهر. كما أن التوازن والشمولية ضروريان في الطرح الصحفي، حيث يجب أن تُعرض الحقائق بصورة شاملة.

أهمية القلم في الصحافة

أضاف أن أعظم ما يميز مهنة الصحافة هو مكانة القلم، الذي أقسم الله تعالى به في القرآن الكريم، مما يدل على عظمة الكلمة وخطورتها. فالقلم الذي يحمله الصحفي اليوم هو امتداد لذلك القلم، وهو سلاح يُستخدم لكتابة التاريخ وتوثيق مسيرة الأمم.

الصحافة كمنبر للبلاغ

قال الجندي إن الصحفيين يمثلون منابر الكلمة، وعلينا أن ننظر إليهم كرسل للبلاغ. فكل صحفي هو داعية في مجاله وشاهد على العصر بكلمته الصادقة. وأكد أن كبار العلماء أعطوا الصحافة عناية خاصة، حيث أنها شرف ورسالة عظيمة ترتبط بجوهر الدين والحق.

تصحيح المفاهيم المغلوطة

أكد الجندي أن الصحافة تواجه مهمة كبيرة اليوم تتمثل في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وهو نفس المبدأ الذي أطلقته وزارة الأوقاف تحت عنوان “صحح مفاهيمك”. وتتمثل أهم مهام الصحافة في تنقية الأفكار وإظهار الحقيقة المجردة، إذ تعد واجبا وطنيا ورسالة أخلاقية لبناء وعي مجتمعي سليم.

دور الصحافة في تعزيز القيم والهوية

كما أشار إلى أن دور الصحافة لا يقتصر فقط على نقل الأخبار، بل يشمل دورها التربوي الذي يعزز القيم ويثبت الهوية. من خلال استخدام القلم والصورة، يمكن تقديم نماذج إيجابية تُبرز تضحيات أبناء الوطن في سبيل العزة والكرامة.

التأثير على الأجيال الناشئة

شدد الجندي على أن الصحافة تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه الأجيال الناشئة، حيث تساهم أقلامها في غرس روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية والدينية. كما تحمي الشباب من التطرف والإلحاد، وذلك من خلال تقديم خطاب مستنير يجذبهم إلى قيم الوسطية.

شجاعة الصحفيين في ظل المخاطر

أشار الجندي إلى أن الصحفيين في غزة قدموا أرواحهم من أجل الحقيقة في أصعب الظروف. فقد تمكن العديد منهم من تقديم الشهادة بالحق، ولم يغيروا كلمتهم رغم التحديات، مما يثبت أن الصحافة هي ميدان شهادة، والكلمة الصادقة تبقى سلاحا في مواجهة الباطل.

الصحافة رسالة سامية

وأكد الجندي أن دماء الصحفيين التي سُفكت ستبقى شاهدة على أن الصحافة ليست مهنة عابرة، بل هي رسالة سامية ترتبط بالحق والإنسانية. وأضاف أن ميلاد النبي محمد هو ميلاد النور والهداية، ويجب على كل مهنة أن تستلهم من هذا الميلاد معاني الصدق والأمانة في خدمة المجتمع.

دعوة للتفكر والتدبر

وفي ختام حديثه، أكد الجندي أن الاحتفال بمولد النبي يجب أن يكون مناسبة للتفكر والتدبر، لتذكر حدود العقل ومسؤولياته، ولإعادة صياغة المستقبل بوعي، متجاوزا تحديات الحاضر نحو غد أفضل مستلهم من هدي المصطفى.