تجربة علاجية مبتكرة تمنع تكرار سرطان الثدي في مراحله المبكرة

منذ 4 ساعات
تجربة علاجية مبتكرة تمنع تكرار سرطان الثدي في مراحله المبكرة

لأول مرة، أظهرت تجربة سريرية ممولة من قبل الحكومة إمكانية الكشف عن الخلايا السرطانية الكامنة لدى الناجيات من سرطان الثدي، والقضاء عليها باستخدام أدوية معاد توظيفها. هذه النتائج قد تفتح أبوابا لعصر جديد من العلاج الوقائي ضد عودة المرض.

نتائج الدراسة

نشرت نتائج الدراسة اليوم في مجلة Nature Medicine، بقيادة فريق من مركز أبرامسون للسرطان في جامعة بنسلفانيا.

التحديات السابقة

على الرغم من التقدم الكبير في علاجات سرطان الثدي، إلا أن الانتكاس لا يزال يمثل تحدياً كبيراً، حيث تعاني حوالي 30% من المريضات من عودة السرطان بعد سنوات أو حتى عقود. السبب وراء ذلك هو وجود خلايا ورمية نائمة تُعرف بالحد الأدنى من المرض، والتي قد لا تظهر في صور الأشعة، لكنها يمكن أن تستيقظ في أي لحظة وتتحول إلى نقائل سرطانية عدوانية.

استغلال مرحلة السكون

يقول البروفيسور لويس تشودوش، رئيس قسم بيولوجيا السرطان: “تمثل مرحلة السكون نافذة ذهبية للتدخل. أدهشنا أن بعض الأدوية التي لا تؤثر على السرطان النشط أثبتت فاعليتها الكبيرة ضد هذه الخلايا النائمة.”

تفاصيل التجربة

شملت التجربة 51 ناجية من سرطان الثدي تم اكتشاف خلايا كامنة في نخاع العظم لديهن. تلقت المشاركات إما علاجاً منفرداً بأحد الدواءين أو علاجاً مزدوجاً. وكانت النتائج كالتالي:

  • اختفاء الخلايا الكامنة في 80% من المريضات.
  • معدلات البقاء بلا انتكاسة بعد 3 سنوات تجاوزت 90% مع دواء واحد وبلغت 100% مع العلاج المزدوج.

الأمل في العلاج المستهدف

توضح الباحثة الرئيسية أنجيلا دي ميشيل: “الخوف من عودة السرطان يرافق المريضات حتى بعد انتهاء العلاج. نتائجنا تظهر أن مراقبة الخلايا النائمة واستهدافها قد تكون الاستراتيجية التي طال انتظارها لمنع الانتكاس.”

الأدوية المستخدمة

المثير في الأمر أن الدواءين المستخدمين في التجربة ليسا جديدين، بل تم اعتمادهما مسبقاً من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج أمراض أخرى. أحدهما يستهدف عملية الالتهام الذاتي، والآخر يؤثر على مسار mTOR، وهما آليتان رئيسيتان تسهمان في بقاء الخلايا الكامنة على قيد الحياة لسنوات طويلة.

نتائج متابعة طويلة الأمد

بعد متابعة استمرت لأكثر من 3 سنوات، لم تسجل سوى حالتين من الانتكاس بين المشاركات، مما يوفر خياراً أكثر فعالية للأطباء والمريضات بدلاً من الانتظار والترقب.

آمال للمستقبل

تقول دي ميشيل: “نريد أن نمنح المريضات خياراً أفضل من مجرد المراقبة. النتائج مشجعة للغاية وتشير إلى أننا نسير في الطريق الصحيح.”