حمض دهني بسيط قد يعيد إليك البصر المفقود مع الشيخوخة

منذ 16 ساعات
حمض دهني بسيط قد يعيد إليك البصر المفقود مع الشيخوخة

كشف علماء من جامعة كاليفورنيا في إرفاين (UC Irvine) عن طريقة واعدة لإصلاح تدهور البصر المرتبط بالعمر، من خلال استهداف الجين المعروف باسم ELOVL2 واستعادة الأحماض الدهنية الأساسية في شبكية العين.

تحسين الرؤية من خلال الأحماض الدهنية

أظهرت التجارب التي أُجريت على الفئران أن تزويدها بنوع محدد من الأحماض الدهنية غير المشبعة طويلة السلسلة أدى إلى تحسن ملحوظ في الرؤية وعكس بعض مظاهر الشيخوخة الخلوية.

تقول الدكتورة دوروتا سكوفروتسكا-كرافتشيك، أستاذة الفيزيولوجيا الحيوية وطب العيون في جامعة كاليفورنيا: “أظهرنا إمكانات حقيقية لعكس فقدان البصر المرتبط بالعمر، وهذه النتائج تقربنا من علاج التنكسيات البصرية المرتبطة بالشيخوخة مثل الضمور البقعي”.

الدراسة وأهم نتائجها

نشرت الدراسة في مجلة Science Translational Medicine بعنوان “مكملات الأحماض الدهنية غير المشبعة في الشبكية تعكس تدهور البصر المرتبط بالعمر في الفئران”؛ وقد أُجريت بالتعاون مع الأكاديمية البولندية للعلوم وجامعة بوتسدام للطب والصحة في ألمانيا.

يعتبر الجين ELOVL2 علامة بيولوجية معروفة لتقدم العمر، حيث ينخفض نشاطه مع مرور الوقت مما يؤدي إلى نقص إنتاج الأحماض الدهنية غير المشبعة طويلة السلسلة (VLC-PUFAs) في الشبكية. هذه الأحماض ضرورية للحفاظ على مرونة الأغشية الخلوية ووظائف مستقبلات الضوء. وعندما يقل إنتاجها، تضعف الرؤية ويزداد احتمالية الإصابة بضمور الشبكية المرتبط بالعمر.

تجارب جديدة تُحدث فرقاً

في دراسات سابقة، لاحظ الفريق أن تنشيط إنزيم ELOVL2 في الفئران المسنّة رفع مستويات الحمض الدهني دوكوساهكساينويك (وهو من أحماض أوميجا 3) في العين وحسّن الأداء البصري. ولكن الدراسة الجديدة سعت لتحقيق نفس النتائج دون الاعتماد على هذا الإنزيم.

قام الباحثون بحقن فئران مسنّة بمركب من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، وكانت النتائج بارزة حيث تحسنت استجابة العين للضوء واستعادت الفئران بعض قدرتها البصرية المفقودة.

تقول سكوفروتسكا-كرافتشيك: “ما لاحظناه هو أن هذه الأحماض حققت التأثير العلاجي الذي لم يتمكن حمض دوكوساهكساينويك وحده من تحقيقه، وقد أكدنا على المستوى الجزيئي أن التغيرات التي أحدثتها تعكس بالفعل مظاهر الشيخوخة في خلايا الشبكية”.

إمكانيات جديدة للتدخل المبكر

كما كشفت الدراسة عن متغيرات جينية في إنزيم ELOVL2 ترتبط بسرعة تطور الضمور البقعي، مما يفتح المجال لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة لفقدان البصر قبل حدوث ذلك فعلياً، وتقديم تدخلات وقائية موجهة.

لم تتوقف أبحاث الفريق عند حدود الرؤية، بل أظهرت دراسات جديدة بالتعاون مع علماء من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو أن غياب إنزيم ELOVL2 يسرع من شيخوخة الخلايا المناعية، مما يشير إلى إمكانية استخدام مكملات الدهون في إبطاء شيخوخة الجهاز المناعي، وربما الوقاية من بعض أنواع السرطان الدموي.

آفاق مستقبلية لعلاج الشيخوخة

ختاماً، تقول سكوفروتسكا-كرافتشيك: “بدأنا بدراسة علاج لفقدان البصر، لكننا اليوم ندرك أن تنظيم الأحماض الدهنية قد يكون مفتاحاً لمكافحة الشيخوخة على مستوى الجسم كله”.

تعد هذه النتائج خطوة واعدة نحو علاجات تعتمد على التغذية الخلوية، مما يمنح كبار السن فرصة لاستعادة بصرهم وتعزيز وظائفهم المناعية، لتصبح الأحماض الدهنية أملاً حقيقياً في استعادة الشباب من الداخل.