محاضرة مؤثرة تناقش دور الفن في تعزيز ثقافة المجتمع في المجلس الأعلى للثقافة

منذ 10 ساعات
محاضرة مؤثرة تناقش دور الفن في تعزيز ثقافة المجتمع في المجلس الأعلى للثقافة

محاضرة حول دور الفن في التأثير على المجتمع

استضاف المجلس الأعلى للثقافة محاضرة بعنوان: (دور الفن في التأثير على المجتمع)، ألقاها المخرج الدكتور محمد الشافعي، أستاذ علوم المسرح بجامعة 6 أكتوبر.

فاعلية ثقافية تبرز إبداعات الشباب

جاءت هذه الفعالية الثقافية في إطار مبادرة: (القوة في شبابنا)، وشهدت حضورًا واسعًا من الشباب المهتمين بتتبع مختلف جوانب الثقافة والإبداع.

الفن كقوة ناعمة تؤثر في الهوية الثقافية

تحدث الدكتور محمد الشافعي موضحًا أن الفن بكل أشكاله، سواء كالأدب، المسرح، السينما، الموسيقى، أو الفنون التشكيلية، يمثل إحدى أهم القوى الناعمة التي شكلت وجدان المجتمع المصري وملامح هويته الثقافية عبر العصور. فالفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو تعبير صادق عن روح الشعب وقضاياهم وأداة لتوجيه وعيهم وصياغة قيمهم.

منذ بدايات الحضارة المصرية القديمة، كان الفن حاضرًا في العمارة والنحت ونقل الرسائل الخالدة حول العظمة، واستمر تأثيره في العصور الحديثة من خلال الأغاني الوطنية والمسرح الذي انتقد الظواهر الاجتماعية، والسينما التي وثقت التحولات السياسية والاقتصادية والفكرية.

لقد أثبت الفن المصري قدرته على كونه مرآة للمجتمع من جهة، ومحركًا له من جهة أخرى، فهو يعكس هموم الناس وأحلامهم، وفى ذات الوقت يزرع قيمًا جديدة ويدفع نحو التغيير. وما زال للفن اليوم دور جوهري في تعزيز الهوية الوطنية ومواجهة التحديات الفكرية، وصياغة صورة مصر الحضارية أمام العالم. وبالتالي، يعد دعم الفنون ورعاية المبدعين استثمارًا حقيقيًا في مستقبل المجتمع المصري، لأنه ينمي وعيه وثقافته ويعزز قيمه في وجدان الأجيال الحالية والقادمة.

البعد العالمي لأثر الفن في المجتمع

أما عن دور الفن في التأثير على المجتمع المصري، فلا يمكننا إغفال البعد العالمي الذي جعل الفن أداةً رئيسية في ما يُعرف بالغزو الثقافي. فقد استخدمت مصر الفنون لترسيخ هويتها الوطنية وتشكيل وعي أبنائها، بينما قامت الولايات المتحدة باستخدام الفن والترفيه كوسيلة لاختراق المجتمعات المنافسة لها.

على سبيل المثال، أثناء الحرب الباردة، لم يكن الغزو الثقافي الأمريكي عسكريًا أو سياسيًا مباشرًا، بل جاء بشكل ناعم من خلال الموسيقى والأفلام والمطاعم الأميركية مثل “ماكدونالدز”، والتي تجسّد نمط الحياة الأميركي. هذه الظواهر كانت أدوات مُمنهجة لإغراء الشعوب وكسر جدار العزلة.

الفن كأداة للحوار والتغيير الاجتماعي

أكد الدكتور محمد الشافعي أن الفن والثقافة يلعبان دورًا مزدوجًا؛ إما أن يكونا درعًا حاميًا للهوية الوطنية كما في الحالة المصرية، أو أداة اختراق تستخدم كسلاح ناعم كما فعلت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي. الفن، في جوهره، هو وسيلة للتعبير عن الذات الجماعية والفردية، و”السايكودراما” تمثل نموذجًا عمليًا لهذا الدور.

السايكودراما ليست مجرد تقنية علاجية نفسية، بل هي امتداد لوظيفة الفن في مس الوجدان وتحريك المشاعر، وتساعد على تفريغ الشحنات الانفعالية، مما يعيد للأفراد قدرتهم على التواصل. وبالتالي، تُجسد “السايكودراما” الدور العلاجي والاجتماعي للفن، بجانب تحسين الصحة النفسية وتعزيز القيم الاجتماعية.

دعوة للحضور والمشاركة الفعالة

في ختام حديثه، قدم الدكتور محمد الشافعي تحياته وشكره للشباب على حضورهم الفعّال. اعتبر حرصهم على المشاركة في هذه الفعاليات الثقافية تعبيراً عن وعيهم بأهمية الثقافة والفن في صناعة المستقبل. ووجه لهم دعوة ليكونوا رموزًا فعالة في عملية التغيير الاجتماعي الإيجابي من خلال تبني قيم الحوار والإبداع والعمل الجماعي.

كما حثهم على متابعة فعاليات مهرجان المسرح التجريبي في دورته الحالية، كمنصة غنية للتجارب الفنية الحديثة، التي تسهم في تجديد دماء الحركة المسرحية المصرية وفتح آفاق جديدة لحرية التعبير والإبداع.