المتحف المصري الكبير: صرح حضاري صديق للبيئة بخبرة الخبير المصري

يستكمل مجدي شاكر، كبير الآثاريين بوزارة السياحة والآثار، في حلقة اليوم السبت من برنامج “حكاية أثر” المذاع على موقع أخبار مصر، شرح تفاصيل إنشاء المتحف المصري الكبير. وأكد أنه يعد أيقونة حضارية وتكنولوجية صديقة للبيئة، بالإضافة إلى كونه نموذجاً متميزاً للتعاون الدولي.
وجهة جديدة للزوار
أوضح شاكر أن المتحف المصري الكبير أصبح وجهة سهلة الوصول لجميع الزوار من مختلف أنحاء العالم. ويعتبر إنجازًا معماريًا يأخذ في الاعتبار أعلى معايير الاستدامة وحماية البيئة.
كما دعا المواطنين والسياح لزيارة المتحف، مؤكدًا أنهم سيستمتعون بتجربة زيارة سلسة ومستدامة.
سهولة الوصول إلى المتحف
وأشار شاكر إلى أن الزوار يمكنهم الوصول إلى المتحف بسهولة عبر مطار سفنكس للقادمين من خارج البلاد، أو باستخدام الأتوبيس الترددي، أو عبر محطة مترو الأنفاق الخاصة بالمتحف، التي تم تصميمها بشكل هرمي لتتناسب مع شكل المتحف ومنطقة الأهرامات.
كما لفت إلى وجود نظام رقمي لحجز التذاكر، حيث يتم حجز التذاكر بالكامل عبر الموقع الإلكتروني للمتحف، مع خيارات لتوفير مرشد سياحي عند الحاجة. وتتوافر آلات حجز ذاتي داخل المتحف، مما يقلل من الاعتماد على المعاملات الورقية والبشرية التقليدية.
استقبال الزوار في الميدان العظيم
بعد عبور البوابات، يستقبل الزوار ميدان ضخم يُعرف بميدان المسلة، والذي يضم المسلة المعلقة البالغة ارتفاعها 27 مترًا، لتكون أول معلم بارز في هذه الرحلة الثقافية.
التصميم الأخضر للمتحف
يمتاز المتحف المصري الكبير بتصميمه الذي يرتكز على مفاهيم الاستدامة البيئية، مما جعله يُلقب بـ “المتحف الأخضر”، حيث تستخدم كافة المواد في البناء بشكل صديق للبيئة.
كما تم اختيار بلاطات السقف البيضاء لتقليل الحاجة إلى تكييف الهواء والإضاءة الصناعية، مما يعزز الاستفادة من الإضاءة الطبيعية بشكل أكبر.
حفظ الآثار بعناية
أضاف كبير الآثاريين أن تصميم المتحف اعتمد على ألوان مستوحاة من ألوان المقابر والمعابد المصرية القديمة، وهي ألوان مريحة للعين وتتناسب مع العرض. ويحرص المتحف على الحفاظ الدقيق على الآثار من خلال التركيز على الإضاءة والرطوبة ودرجة الحرارة لكل قطعة أثرية على حدة.
يتم أيضًا مراعاة عدم وضع المواد المختلفة مثل الخشب والمعدن معًا في نفس العلب، إذ تتطلب كل قطعة ظروف حفظ محددة.
دور الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)
وأشار مجدي شاكر إلى الدور الحيوي الذي لعبته الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في دعم هذا المشروع الضخم، حيث قدمت التمويل عبر قرض ميسر بفائدة منخفضة تبلغ حوالي 3%، سيتم سداده على مدار 20 عامًا مع الاعتماد على عوائد بيع التذاكر والمبيعات الأخرى.
كما أضاف أن الدعم الفني والتقني لم يقتصر على الجانب المادي فقط، بل شمل توفير التدريب المتخصص للمرممين والآثاريين المصريين في اليابان، فضلاً عن تزويدهم بمواد ترميم حديثة مثل الورق الياباني الذي يمتص الرطوبة ونبات الوصابي.
وتساهم الجايكا أيضًا في ترميم وتجميع المركب الثانية، مما يعكس عمق التعاون التقني والفني بين البلدين.
أمل في نجاح التجربة المصرية اليابانية
وأعرب شاكر عن أمله في أن تكون التجربة المصرية اليابانية في هذا المشروع ناجحة، وأن تتكرر في مجالات ثقافية أخرى. وأكد أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مرفق لعرض الآثار، بل هو صرح يجسد التزام مصر بالحفاظ على تراثها بأساليب مبتكرة ومستدامة، بدعم من شراكات دولية قوية.