قرص زجاجي مبتكر بتقنية الأبعاد الخمسة يخزن المعرفة البشرية لمليارات السنين

منذ 6 أيام
قرص زجاجي مبتكر بتقنية الأبعاد الخمسة يخزن المعرفة البشرية لمليارات السنين

نجح البروفيسور بيتر كازانسكي من جامعة ساوثهامبتون في تطوير قرص زجاجي متقدم بتقنية الأبعاد الخمسة، قادر على تخزين ما يصل إلى 360 تيرابايت من البيانات، ويتميز بقدرته على البقاء سليماً دون تلف لمليارات السنين. يُعتبر هذا الابتكار، الذي يمزج بين تقنيات النانو والليزر فائق السرعة، نقلة نوعية في مجال حفظ المعلومات، ويعيد تعريف مفهوم الأرشفة الرقمية في عصر البيانات الحديثة.

تكنولوجيا القرص الزجاجي

يعتمد القرص على زجاج الكوارتز المنصهر ويُكتب عليه باستخدام نبضات ليزر فائقة القصر (femtosecond). هذه التقنية تُنشئ طبقات مجهرية من البُنى النانوية التي تمثل البيانات الرقمية في خمسة أبعاد تشمل الحجم، الاتجاه، وثلاثة مواقع مكانية. تمنح هذه البنية القرص قدرة مذهلة على مقاومة درجات الحرارة العالية والظروف البيئية القاسية دون فقدان أي جزء من محتواه.

تبني التقنية في السوق

شهد عام 2025 بدء دخول هذه التقنية مرحلة التبني التجاري المبكر، مع إطلاق شركة SPhotonix خدمة “5D Memory Crystal™” لحفظ الأصول الرقمية الحساسة للشركات والمؤسسات والأفراد. كما تعمل الشركة على توسيع نطاق التصنيع الصناعي لهذه الأقراص، لتكون متاحة على نطاق واسع في السنوات المقبلة.

تحسينات الأداء

في خطوة إضافية، أعلن فريق البحث عن تحسينات جديدة في سرعة الكتابة وكفاءة الطاقة، مما يسمح بتخزين ما يصل إلى 500 تيرابايت في قرص بحجم قرص مضغوط، باستخدام تقنيات ليزر جديدة تتميز بالدقة وقلة استهلاك الطاقة. وتم بالفعل تسجيل شعارات جامعية ومعلومات رقمية على عينات زجاجية صغيرة، ما يعتبر دليلاً عملياً على جاهزية التقنية للتطبيقات الحقيقية.

مستقبل حفظ البيانات

يعتقد الباحثون أن هذه الأقراص تمثل مستقبل حفظ البيانات طويلة الأمد، خصوصاً في مجالات الفضاء، والأمن القومي، والمؤسسات العلمية التي تسعى لحماية المعرفة من التلف أو الضياع. فهي خالية من الأجزاء المتحركة، وتمتاز بعمر افتراضي غير مسبوق، مما يجعلها مثالية لحفظ التراث البشري والمعلومات الحيوية للأجيال القادمة.

أهمية الاكتشاف

لا يغير هذا الاكتشاف فقط طريقة تخزين البيانات، بل يضمن أيضاً أن تبقى المعرفة الإنسانية حية لعصور قادمة، حتى في أقسى الظروف. إنه وعد علمي بأن ذاكرة الحضارة لن تُمحى، بل ستُحفظ في بلورة من الضوء والزجاج.