ابتكار جهاز عائم ثوري للحد من تلوث المحيطات بالبلاستيك

ابتكار هولندي لإنقاذ المحيطات

في خطوة رائدة نحو إنقاذ المحيطات، قام مهندسون هولنديون بتطوير جهاز عائم بطول 600 متر، يعمل كـ”مكنسة عملاقة” لشفط النفايات البلاستيكية من البحار. يهدف هذا الابتكار إلى مواجهة أحد أخطر التحديات البيئية في عصرنا: التلوث البلاستيكي في المحيطات.

آلية عمل الجهاز

يعتمد هذا الجهاز على حركة التيارات البحرية والرياح لتوجيه المخلفات نحو منطقة تجميع مركزية، حيث تُحتجز ليتم استخراجها لاحقًا وإعادة تدويرها. كما يعمل الجهاز بشكل ذاتي باستخدام الطاقة الشمسية، وهو قادر على التقاط النفايات الكبيرة والصغيرة، بما في ذلك الجزيئات الدقيقة التي تهدد الحياة البحرية.

تجارب ناجحة

أثبتت التجارب الأولية فعالية هذا الجهاز، إذ نجح في إزالة أطنان من النفايات من “دوامة نفايات المحيط الهادئ الكبرى”.

مبادرات كندية لإعادة التدوير

في إطار جهود عالمية، أطلقت مؤسسة “أوشن ليجاسي” الكندية غير الربحية برنامجًا فريدًا لإعادة تدوير معدات الصيد المهجورة، مثل الشباك والحبال، المعروفة باسم “معدات الأشباح”.

تقوم هذه المؤسسة بتحويل النفايات إلى حبيبات بلاستيكية تُستخدم في تصنيع أثاث الحدائق وأصص الزهور، في خطوة تهدف إلى حماية النظم البيئية المحلية والدولية.

إجراءات الاتحاد الأوروبي

أما الاتحاد الأوروبي، فقد اتخذ إجراءات صارمة للحد من تسرب الحبيبات البلاستيكية الصناعية المعروفة بـ”نيردلز”، المستخدمة في تصنيع المنتجات اليومية. وتدرس المفوضية الأوروبية فرض قواعد جديدة تلزم الشركات باتخاذ تدابير وقائية أثناء نقل هذه الحبيبات، بعد أن تسببت في تلوث شواطئ كتالونيا ومناطق ساحلية أخرى.

الاكتشافات العلمية الحديثة

وفي تطور علمي لافت، كشف باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومنظمة OSI عن تقنية “الاندماج الحيوي BioCapture Fusion”، التي تستخدم كائنات دقيقة معدلة وراثيًا لتحليل البلاستيك في المحيطات وتحويله إلى مواد غير ضارة مثل حمض اللاكتيك وثاني أكسيد الكربون. تعد هذه التقنية نقلة نوعية في معالجة التلوث البلاستيكي بطريقة مستدامة وآمنة بيئيًا.

الأمل في مستقبل أنظف

تعزز هذه المبادرات العالمية الأمل في مستقبل أنظف للمحيطات، وتؤكد أن الابتكار العلمي والتعاون الدولي قادران على قلب الموازين لصالح البيئة. فبين الهندسة والتكنولوجيا الحيوية، تتشكل منظومة جديدة لحماية البحار، وتلهم العالم لاتخاذ خطوات جريئة نحو كوكب أكثر استدامة.