الإفتاء المصرية تقدم مليون فتوى متنوعة وتعالج خمس قضايا شرعية وتطلق 50 قافلة دعوية

أفادت دار الإفتاء المصرية بأنها شهدت، مع تولي فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد منصب المفتي، نقلة نوعية على عدة أصعدة. تمثلت هذه النقلة في تجديد آليات الإفتاء، وتوسيع الشراكات المؤسسية، والانفتاح على مستجدات العصر بما يحقق التوازن بين الثوابت الدينية ومتطلبات الواقع المتغير.
تحسين أداء الإفتاء والتفاعل مع القضايا الاجتماعية
أكدت دار الإفتاء أن هذه النقلة جاءت نتيجة لرؤية واعية تنسجم مع المنهج الأزهري الأصيل وفهم معقد لتحديات الواقع الاجتماعي والتكنولوجي. هذا الفهم جعل الفتوى أكثر حضورا في الشأن العام، وزاد من قدرتها على معالجة مشكلات الناس في مختلف قضاياهم.
إنجازات دار الإفتاء خلال عام من التغيير
كشفت الدار، في بيانها اليوم، الأربعاء، بمناسبة مرور عام على تولي فضيلة المفتي مهام منصبه، عن التحول النوعي الذي شهدته في تطوير الأداء المؤسسي، وضبط الخطاب الديني. فقد حظيت الجوانب التنظيمية لأعمال الإفتاء باهتمام بالغ منذ اليوم الأول، مما ساهم في تفعيل المنظومة المؤسسية القائمة على العلم والانضباط.
كما تم تطوير آليات إصدار الفتاوى الإلكترونية والهاتفية والمكتوبة، مما أتاح للدار التعامل بفعالية مع مئات الآلاف من الاستفسارات الفقهية الواردة من داخل البلاد وخارجها.
إصدار فتاوى شاملة وتمثيل فعال للمجتمع
أعلنت دار الإفتاء أنها أصدرت أكثر من مليون فتوى خلال هذا العام، تغطي مجالات متعددة منها الأحوال الشخصية، والمعاملات المالية، والقضايا الأسرية، والمستجدات الاجتماعية. هذا الرقم يعكس تنوع القضايا المطروحة وارتباطها الوثيق بحياة الناس.
سجلت الدار نحو 450 ألف فتوى شفوية ومباشرة، بالإضافة إلى 400 ألف فتوى أصدرت عبر الإنترنت، مما يدل على تزايد ثقة الجمهور بها.
التصدي للتحديات الفكرية والدينية
كما أصدرت الدار سلسلة من البيانات التي ترفض استخدام الدين في تأجيج العنف أو إثارة الفتن. ومن أبرز تلك الجهود الرد على دعوات الجهاد الفردي ضد الاحتلال، والتصدي للدعوات المتعلقة بالمساواة المطلقة في الميراث، والتنبيه على حرمة قراءة القرآن مع الموسيقى.
وحذرت الدار من خطر انتشار الشائعات باسم الدين، مؤكدة أن الشرع ينهى عن كل ما يؤدي إلى إحداث اضطراب في المجتمع. وأوضحت مؤخرا حرمة تعاطي مخدر الحشيش بعد تزايد الآراء المروجة لهذا الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الأنشطة المجتمعية والدعوية
لم يقتصر دور مفتي الجمهورية خلال عامه الأول في ميدان الفتوى فقط، بل امتد ليشمل تأثيرا أوسع على المستوى الوطني والدعوي والإنساني. وقد تجلى ذلك في إطلاق 50 قافلة دعوية بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، والتي هدفت إلى تعزيز القيم الإسلامية الوسطية والتصدي للفكر المتطرف في شمال سيناء.
التوسع الجغرافي واللامركزية في تقديم الفتوى
شهد هذا العام أيضاً زيادة في فروع الدار في محافظات مطروح والإسكندرية وأسيوط وطنطا، مع التنسيق لافتتاح فروع جديدة في كفر الشيخ والدقهلية والسويس. كما قام فضيلة المفتي بجولات ميدانية لتفقد تلك الفروع وبحث سبل التعاون مع السلطات المحلية.
تعكس هذه الجهود إدراك فضيلته العميق لأهمية تجديد الخطاب الديني من داخل المؤسسات الرسمية، وتقديم الفتوى كأداة أساسية في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والفكري والديني.