بيان قمة مصر والاتحاد الأوروبي يكشف عن أبرز التوجهات المستقبلية للعلاقات الثنائية

بداية نقاش تمهيدي بين الاتحاد الأوروبي ومصر لتعزيز الحوار الأمني والدفاعي

أعلن الاتحاد الأوروبي وجمهورية مصر العربية عن بدء نقاش تمهيدي يهدف إلى إقامة حوار أمني ودفاعي بين الجانبين. وركز الطرفان على أهمية مواصلة الحوار والتعاون في مجالات ذات أولوية مشتركة، مثل الأمن الإقليمي والبحري، بما في ذلك عمليتي القوتين البحريتين الأوروبيتين (أسبيدس، وأطلانطا) ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني. كما تمت الإشارة إلى إمكانية إجراء تدريبات مشتركة ومبادرات لتعزيز القدرات في هذا المجال.

القمة المصرية الأوروبية في بروكسل

أكد قادة الاتحاد الأوروبي ومصر في البيان المشترك والذي صدر عن قمتهما الأولى في العاصمة البلجيكية بروكسل، مساء الأربعاء، على الالتزام بمواصلة تعميق العلاقات الاستراتيجية وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية المشتركة. كما تم تجديد أولويات المشاركة بين الجانبين.

دور مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي

أقرت القمة بالدور المحوري لمصر في تعزيز الاستقرار من خلال مبادرات السلام وجهود حل النزاعات في المنطقة. كما أدرك الاتحاد الأوروبي التأثير الاجتماعي والاقتصادي للأزمات الإقليمية على مصر، وقدم التزامه بدعم جهودها لتحقيق الاستقرار والمرونة الاقتصادية.

حزمة الدعم المقدمة لمصر

جدد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم مصر من خلال حزمة دعم بقيمة 7.4 مليار يورو، والتي تشمل 5 مليارات يورو كقروض ميسرة، و1.8 مليار يورو كاستثمارات إضافية، و600 مليون يورو كمنح. يقدم هذا الدعم المالي خدمة حيوية تواكب أجندة الإصلاح في مصر، لا سيما في تحقيق الاستقرار الاقتصادي.

تعزيز التعاون التجاري والاستثماري

شددت القمة على أهمية التعاون والإصلاحات الاقتصادية لتعزيز بيئة التجارة والاستثمار في مصر. على مدى السنوات العشرين الماضية، تم تعزيز وصول الصادرات المصرية إلى السوق الأوروبية، مما أدى إلى زيادة حجم التجارة وتشجيع تنويع الاقتصاد المصري.

استثمار القطاع الخاص وتعزيز الاقتصاد

أكد الجانبان على جهودهما المشتركة لحشد استثمارات القطاع الخاص، والتي تجسدت في مؤتمر الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي ومصر في عام 2024، مما يعزز فرص العمل وبناء اقتصاد أكثر ديناميكية ومرونة. تم التعهد بمواصلة تعزيز العلاقات في مجال الاستثمار.

التعاون في مجال الطاقة والتحول الأخضر

شدد الاتحاد الأوروبي ومصر على التزامهما بتحقيق شراكة رائدة في التحول الأخضر في منطقة البحر الأبيض المتوسط. تم التأكيد على أهمية التحول نحو اقتصادات منخفضة الانبعاثات، وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، والبنية التحتية اللازمة لهذا التحول.

أمن الطاقة والبيئة

تعهدا بتطوير تقنيات وشروط تنظيمية تسهم في ازدهار صناعات الطاقة المتجددة. كما سيتم استكشاف فرص خفض انبعاثات الميثان في إطار التعاون في مجال الطاقة.

التعاون في مجال النقل

أكد الجانبان التزامهما بتعزيز روابط النقل مع خفض الانبعاثات، بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية. وسيوصلا تعزيز الابتكار والتحول الأخضر في مجالات عدة.

الأمن الغذائي والمائي

عبّرا عن اعتزامهما تعزيز التعاون في الأمن الغذائي والمائي، بما في ذلك دعم جهود التنويع في سلاسل الإمداد الغذائي والتكيف مع التغيرات المناخية.

حل النزاعات بالحوار

عبر الجانبان عن دعمهما لجهود السلام في مناطق النزاع، بما في ذلك الوضع في غزة وأوكرانيا، مشددين على أهمية الحوار والتعاون لتحقيق السلام والاستقرار.

التعاون في مجال الهجرة والأمن

أكد الجانبان على أهمية حوكمة الهجرة، مشيرين إلى التزامهما بتعزيز التعاون في مجالات الحماية والعودة الآمنة للاجئين.

ختام القمة والتأكيد على التعاون المستقبلي

في ختام القمة، تم الإعلان عن تحقيق تقدم في تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر، مع تحديد موعد القمة المقبلة في عام 2027. كما وقعت مذكرة تفاهم لدعم مالي قدره 4 مليارات يورو لتعزيز الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.

يؤكد البيان المشترك على الالتزام المستمر بالتعاون في مجالات متعددة لتحقيق التنمية المستدامة ورخاء الطرفين.