مفتي الجمهورية يؤكد أهمية الانتماء الوطني والإسلامي في بناء الأوطان

منذ 13 أيام
مفتي الجمهورية يؤكد أهمية الانتماء الوطني والإسلامي في بناء الأوطان

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الإسلام أسس الوحدة بين المسلمين كأحد أصول الدين ومقاصده العليا. وأوضح أن الفتوى تمثل وسيلة مهمة لترسيخ هذه الوحدة من خلال خطاب وسطي يجمع ولا يفرق، معززًا لقيم الرحمة والتعايش والتعاون بين أفراد الأمة.

محاضرة حول الوحدة الإسلامية

جاءت تلك التصريحات في محاضرة ألقاها مفتي الجمهورية بجامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا، بعنوان “دور مؤسسات الفتوى في توحيد الأمة”. وأضاف فيها أن الإسلام نظر إلى المسلمين كأمة واحدة، معتبرًا أن كلمة التوحيد هي الأساس الذي يجمعهم. ووحد بين شعائرهم كالصلاة والصيام والحج، مما يعكس معاني التآلف والاصطفاف الإيماني.

قوة الأمة في وحدتها

وأشار المفتي إلى أن قوة الأمة تكمن في وحدتها وتماسكها، وأن مظاهر العبادة تؤكد أن الإسلام وضع مشروعًا متكاملًا لبناء أمة واحدة تستطيع أن تشهد على الناس. وبيّن أن الخلاف والفرقة تؤديان إلى الضعف والهوان، وهو ما أكدته النصوص القرآنية التي تبرز أهمية الاعتصام بحبل الله ورفض التنازع الذي يؤدي إلى الفشل.

نهج النبي في الوحدة

كما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التقاعس والاختلاف، مشبهاً المؤمنين بالجسد الواحد الذي يتألم إذا اشتكى منه عضو. فالوحدة الإسلامية تمثل القلب النابض للأمة، وهي الحارس الذي يحميها من المتربصين.

دعوة لتحقيق السلام

أكد الدكتور نظير أن دعوته لوحدة الأمة لا تعني الانغلاق بل هي خطوة نحو تحقيق وحدة إنسانية قائمة على البر والعدل. وشدد على أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى الوعي بأن وحدتها هي الطريق للحفاظ على التراث الإنساني ولخدمة السلام العالمي.

الخلافة الإسلامية وتحدياتها

وأشار إلى أن قضية فلسطين تظل دليلاً على ازدواجية المعايير الدولية، مُثمنًا مواقف الدول مثل مصر وماليزيا في دعم القضية الفلسطينية. كما أوضح أن تحقيق الوحدة يتطلب المحافظة على القرآن والسنة، وتنقية الخلافات التاريخية، والتركيز على الأصول المشتركة.

أهمية الفتوى في بناء الوعي

وأوضح فضيلة المفتي أن الفتوى تلعب دورًا أساسيًا في بناء الوعي وضبط السلوك الشرعي، ويجب أن تكون من اختصاص العلماء المتخصصين. وأكد ضرورة عدم التصدي لفتاوى بلا علم، حيث أن ذلك يعتبر تجرؤًا على الدين.

التعامل مع الفتاوى المضللة

وذكر أن مؤسسات الفتوى تواجه تحديات كبيرة ناجمة عن فوضى الفتاوى، خاصة في الفضاء الرقمي، مما يهدد الأمن الفكري. وعليه فإن المؤسسات الدينية يجب أن تعزز وجودها في الساحة الرقمية وتقوم بتأهيل الكوادر للتفاعل مع المستجدات.

خلاصة النصائح والتوصيات

أكد فضيلة المفتي على أن الفتوى مسؤولية عظيمة، ويجب أن تكون متوافقة مع مقاصد الشريعة، وينبغي التصدي للأفكار الهدامة التي تستهدف وحدة الأمة. وشدد على أهمية تعزيز الانتماء الوطني الإسلامي، متذكرًا أن حب الوطن جزء من الإيمان وقيمته. وبذلك تسهم الفتوى في بناء مجتمع متماسك يواجه التحديات ويسهم في تحقيق التطور والازدهار.