مفتي الجمهورية يحذر من الأفكار المنحرفة التي تهدد الأوطان وتفسد العقول

منذ 15 أيام
مفتي الجمهورية يحذر من الأفكار المنحرفة التي تهدد الأوطان وتفسد العقول

تحذيرات من المفاهيم المغلوطة وتأثيرها على المجتمعات

أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأفكار المغلوطة تشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار المجتمعات وتماسك الأوطان. تلك الأفكار تفسد وعي الإنسان وتشوّه إدراكه للحقائق. وأشار إلى أن مواجهة هذه الظاهرة تستند إلى العلم والوعي، والرجوع إلى أهل الاختصاص.

دعوة للتحلي بالتفكير النقدي

وأوضح المفتي أن انتشار هذه المفاهيم يؤدي إلى زعزعة الانتماء الوطني والديني، وإضعاف الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع. ودعا الشباب إلى التحلي بروح البحث والتثبت قبل تصديق أو تداول أي معلومة. فترك العقل للانقياد دون تفكير يفتح باب الفوضى الفكرية التي تهدد القيم وتشتت الهوية.

ندوة حول المفاهيم المغلوطة

جاءت تصريحات فضيلته خلال كلمته في ندوة “المفاهيم المغلوطة لدى الشباب” لطلاب مدارس محافظة الجيزة، التي استضافتها مدرسة السعيدية الثانوية، بحضور الدكتورة إيمان محمد حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية، وسعيد محمود عطية، مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، وعدد من قيادات وزارة التربية والتعليم.

الدين والعلم: جناحان لنهضة الأمم

وأضاف فضيلة المفتي أن من أخطر المفاهيم المغلوطة التي يؤمن بها البعض هي الاعتقاد بأن الدين يتعارض مع العلم أو يقيد الحضارة والتقدم. وأكد على أن البناء الحقيقي للأمم يعتمد على جناحين متوازيين: الجناح المادي، المتمثل في التشييد والعمران، والجناح الروحي، الذي يقوم على الدين والأخلاق. الحضارات التي قامت على المادة وحدها كانت مصيرها الانقراض، لأن الحضارة بلا قيم لا تدوم، والأخلاق بلا دين لا ثبات لها.

مصادر المفاهيم المغلوطة وسبل مواجهتها

وأشار فضيلة المفتي إلى أن من أبرز مصادر المفاهيم المغلوطة هي الجهل والرغبة في التقليد الأعمى، بالإضافة إلى بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر المعلومات دون تحقق. وحذر الشباب من الانسياق وراء ما ينشر في الفضاء الرقمي دون مراجعة. وشدد على أهمية استخدام التكنولوجيا كوسيلة للمعرفة بدلاً من أن تكون أداة للهدم أو الانحراف.

أهمية الهوية والثقافة

اختتم فضيلة المفتي بالتأكيد على أن الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية يُعتبر من أهم أركان الوعي والانتماء. وشدد على ضرورة الاعتزاز باللغة العربية، باعتبارها وعاء الفكر ولسان القرآن. كما أشار إلى أهمية العلاقة بين الآباء والأبناء التي يجب أن تتسم بالتفاهم والمحبة، وليس بالصراع أو القهر.

تفاعل الطلاب والحضور في الندوة

شهدت الندوة حشودًا كبيرة من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، بالإضافة إلى عدد كبير من طلاب مدارس محافظة الجيزة الذين تفاعلوا إيجابيًا مع كلمة فضيلته، وما حملته من توجيهات تربوية وفكرية مهمة لتعزيز الانتماء الوطني والديني ومواجهة الفكر المغلوط.