مستشار مفتي الجمهورية يكشف عن جهود دار الإفتاء لتعزيز وجودها الإعلامي

منذ 15 أيام
مستشار مفتي الجمهورية يكشف عن جهود دار الإفتاء لتعزيز وجودها الإعلامي

محاضرة حول الفتوى والإعلام

ألقى الدكتور إبراهيم نجم، المستشار العام لفضيلة مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، محاضرة بعنوان “الفتوى والإعلام: تحديات العلاقة وسبل التعاون”. أقيمت المحاضرة ضمن البرنامج التدريبي الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية لعدد من علماء دور الإفتاء الماليزية والأكاديميين الجامعيين وممثلي مكتب تطوير الشؤون الإسلامية الماليزية.

تحولات العلاقة بين الفتوى والإعلام

بدأ الدكتور نجم محاضرته بالتأكيد على أن العلاقة بين الفتوى والإعلام شهدت تحولات جذرية في العقود الأخيرة. وأوضح أن الفتوى لم تعد محلية كما كانت في السابق، بل أصبحت عالمية بفضل التطور التقني والإعلامي، مما أضاف تحديات جديدة تتعلق بالتداول غير المنضبط والتأويلات المغلوطة وحتى التضليل الإعلامي في بعض الأحيان.

مسؤولية المؤسسات الدينية

أشار الدكتور نجم إلى أن وسائل الإعلام اليوم تمتلك قدرة هائلة على تشكيل وعي الناس، وبالتالي تقع على عاتق المؤسسات الدينية والعلماء مسؤولية مضاعفة. يجب عليهم التفاعل الواعي مع الإعلام وتقديم الخطاب الديني بلغة قادرة على الوصول إلى الجمهور بشكل مناسب.

تحديات صورة الفتوى في الإعلام

أكد الدكتور نجم أن بعض وسائل الإعلام، سواء بحسن نية أو بسوء نية، ساهمت في تشويه صورة الفتوى لدى الرأي العام العالمي. وقد أصبح مصطلح “فتوى” مقترنًا بالعقوبات أو العنف في أذهان العديد من الغربيين بسبب التناول الإعلامي الخاطئ. وأعطى مثالاً على ذلك بفتوى وهمية تتعلق “بأكل لحم المرأة في المجاعة”، التي وصفها بأنها قصة مختلقة لا أساس لها، وأدت إلى ضرر سمعة المؤسسات الدينية.

أهمية الفتوى كأداة لتيسير الحياة

قال الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم: “إن الفتوى وجدت لتيسير حياة الناس لا لتعقيدها، وهي عمل علمي له ضوابط معينة، وليست مادة للتهكم أو الجدل الإعلامي”.

تفعيل الحضور الإعلامي لدار الإفتاء المصرية

أفاد الدكتور نجم أن دار الإفتاء المصرية قامت بتفعيل حضورها الإعلامي بشكل ملحوظ، إدراكًا منها لخطورة ترك المجال فارغًا. حيث أطلقت مجموعة متكاملة من الصفحات والمنصات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بعدة لغات، بجانب إنتاج مواد مرئية ومسموعة تهدف لمواجهة الفكر المتطرف ونشر الوعي الصحيح.

الإعلام كأداة بناء أو هدم

وأوضح أن الإعلام التقليدي والرقمي يمكن أن يكون أداة بناء أو هدم، على حسب كيفية توظيفه. وشدد على ضرورة التعاون بين العلماء والإعلاميين لحماية المجتمع من الفوضى الإفتائية ومن محاولات استغلال الدين لأغراض سياسية أو متطرفة.

ضرورة تأهيل العلماء للإعلام

دعا الدكتور إبراهيم نجم إلى تأهيل المفتين والعلماء في مهارات التواصل والإعلام، مؤكدًا أن الإفتاء في العصر الحديث يتطلب فهم أدوات الاتصال واستيعاب طبيعة الجمهور. وأوضح أن “على المفتي المعاصر أن يكون واعيًا بتغير طبيعة الإعلام، مدركًا أن الكلمة الواحدة قد تصل إلى ملايين البشر في ثوانٍ، ولذلك يجب أن تكون مبنية على علم ومسؤولية كاملة”.

ختام المحاضرة

اختتم الدكتور نجم محاضرته بالتأكيد على أن الإعلام هو شريك أساسي في تصحيح المفاهيم الدينية ومواجهة الفتاوى الشاذة. وأشار إلى أن غياب العلماء عن المنصات الإعلامية يترك الساحة مفتوحة أمام المتطرفين. وأكد: “عندما يتحدث العلماء المؤهلون بلغة العصر وبحكمة وصدق، يسهمون في بناء الوعي وحماية العقول من الانحراف، وهذه مسؤولية جماعية يجب أن نشارك جميعًا في تحملها”.