مصر وكوريا الجنوبية تتعاونان لتعزيز التحول الرقمي وبناء نظام وطني قوي لحماية الملكية الفكرية

نظم الجهاز المصري للملكية الفكرية برئاسة الدكتور هشام عزمي الاجتماع الافتتاحي لمشروع “أتمتة أنظمة الملكية الفكرية”، في إطار التعاون بين مصر وكوريا الجنوبية. حضر الاجتماع السيدة مينج يونج، نائب المدير الإقليمي لمنظمة كويكا (KOICA)، بالإضافة إلى وفد من الخبراء الاستشاريين من المنظمة الكورية، وإيثار أحمد ممثلة عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي، والدكتورة منى يحيى نائب رئيس الجهاز، وعدد من ممثلي إدارات الملكية الفكرية بالجهاز.

أهمية مشروع الأتمتة للملكية الفكرية

أعلن الجهاز المصري للملكية الفكرية -في بيان له يوم الإثنين- أن هذا الاجتماع يمثل بداية تنفيذ مشروع إنشاء نظام أتمتة الملكية الفكرية والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، مما يعزز القدرة التنافسية الوطنية في هذا المجال.

كلمة الدكتور هشام عزمي خلال الاجتماع

أبدى الدكتور هشام عزمي -في كلمته خلال الاجتماع- ترحيبه بالوفد الكوري وجميع ممثلي منظمة كويكا، معبراً عن سعادته ببدء هذا المشروع الذي يمثل خطوة أساسية نحو تطوير نظام ملكية فكرية أكثر تطوراً وشمولاً في مصر، ويساهم في تحقيق التحول الرقمي نحو اقتصاد يعتمد على المعرفة.

إستراتيجية وتحول رقمي

وأشار عزمي إلى أن المشروع يأتي ضمن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية ورؤية مصر المستقبلية. أكد أهمية تطوير النظام الوطني للملكية الفكرية من خلال التحول الرقمي الكامل لمجالاته المختلفة، وبناء منظومة متكاملة تعتمد على بيئة تشريعية حديثة وهيكل مؤسسي قوي لدعم الابتكار والإبداع والبحث العلمي، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.

نموذج للتعاون الدولي

أوضح عزمي أن التعاون المثمر بين حكومتي مصر وكوريا الجنوبية يمثل نموذجاً للشراكات الدولية الداعمة للتحول الرقمي. كما أكد أن المشروع سيساهم في تحويل الجهاز المصري للملكية الفكرية إلى بوابة إلكترونية متكاملة، مما يسهل سريعاً إجراءات تسجيل الحقوق ويضمن حماية المبدعين وأصحاب حقوق الملكية الفكرية.

تحويل الرؤية إلى واقع عملي

استعرض الدكتور هشام عزمي خطة تحويل هذه الرؤية إلى واقع عملي عبر بناء ثقافة الإبداع المعتمدة على التوعية والإنفاذ والأتمتة. كما سيتم تعزيز الإطار التشريعي والتنظيمي للملكية الفكرية، ومراجعة التشريعات ذات الصلة، وتبسيط إجراءات الفحص والتسجيل، وزيادة قدرات العاملين في مكاتب الملكية الفكرية، بالإضافة إلى معالجة القضايا المتعلقة بالتقنيات الحديثة مثل الملكية الفكرية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

التعاون مع منظمة كويكا

من جانبها، أوضحت السيدة مينج يونج، نائب المدير الإقليمي لمكتب كويكا الكوري، أن المنظمة أرسلت فريقاً من ستة خبراء استشاريين لإجراء مسح شامل للجهاز المصري للملكية الفكرية ووضع تصور تفصيلي للمشروع. وأكدت أن المشروع يستهدف إنشاء نظام متكامل لأتمتة الملكية الفكرية، بالإضافة إلى بوابة ومنصة إلكترونية آمنة، وتطوير بنية تحتية متقدمة لتكنولوجيا المعلومات.

تفاصيل المشروع وأهدافه

يتضمن المشروع تطوير أنظمة الإيداع والدفع الإلكتروني، وبناء قدرات الموظفين، وإطلاق أنظمة رقمية لأرشفة وثائق الملكية الفكرية، وتطوير محركات البحث. كما سيكون هناك إرسال خبراء كوريين لتحليل الوضع الحالي وتقديم الدعم الفني والاستشارات، وتنفيذ برامج تدريبية وورش عمل للمديرين والمستخدمين النهائيين.

التعاون المستدام

أكدت السيدة مينج يونج أن الجانب الكوري يعبر عن اهتمامه الكبير بتعزيز التعاون مع الحكومة المصرية في مجال الملكية الفكرية، كأحد المحاور الرئيسية لدعم الابتكار والتنمية الاقتصادية المستدامة بين البلدين. وأشارت إلى أن كوريا الجنوبية ترى في مصر شريكًا استراتيجيًا في المنطقة، وتخطط لنقل خبراتها المتقدمة في مجال الأتمتة والتحول الرقمي، مما يسهم في بناء قدرات الكوادر المصرية وتطوير بيئة ابتكارية متكاملة تدعم جهود الدولة نحو التحول إلى اقتصاد المعرفة.

استمرار الاجتماعات حتى نوفمبر

من الجدير بالذكر أن الوفد الكوري وخبراء منظمة كويكا سيواصلون اجتماعاتهم مع المسؤولين والمختصين بالجهاز المصري للملكية الفكرية حتى السادس من نوفمبر المقبل، للوقوف على جميع تفاصيل المشروع ووضع التصور الكامل لنظام الأتمتة المقترح.