مؤتمر كلية الآثار بالفيوم يقدم توصيات حيوية لحماية التراث الثقافي

منذ 16 أيام
مؤتمر كلية الآثار بالفيوم يقدم توصيات حيوية لحماية التراث الثقافي

أوصى المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآثار بجامعة الفيوم، الذي عُقد على مدار يومين تحت شعار “تحديات حماية التراث الثقافي في ظل الاضطرابات والكوارث”، بضرورة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجيات ترميم وصيانة المتاحف والمواقع التراثية المصرية. كما دعا المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين المتاحف ومراكز البحث العلمي وشركات التكنولوجيا لتطوير تطبيقات متخصصة في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي المتعلقة بالمواقع الأثرية والتراثية.

رعاية واستضافة المؤتمر

جاء تنظيم المؤتمر تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، وإشراف الدكتور عاصم العيسوي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. وقد ترأس جلسات المؤتمر الدكتور محمد كمال خلاف، عميد كلية الآثار بالفيوم.

توصيات المؤتمر

أوصى المؤتمر بضرورة وضع مواثيق وأطر دولية تنظيمية وأخلاقية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الآثار والتراث، وأهمية التوسع في استخدام تقنيات التصوير بالطائرات دون طيار “الدرون” ودمجها مع تقنيات الفوتوجرامتري والذكاء الاصطناعي لأغراض المسح والتوثيق الجغرافي.

كما تم التأكيد على أهمية الاهتمام بأعمال الصيانة والمتابعة الدورية لحالة المواقع الأثرية والتراثية التي خضعت للترميم، وأوصى المؤتمر بإنشاء أرشيف رقمي ثلاثي الأبعاد للمواقع التراثية المصرية، بدءًا بالمواقع الأكثر عرضة للتلف، ليكون مرجعًا علميًا يسهل عمليات الحفظ الافتراضي والتعاون بين الجهات الأكاديمية والهيئات الأثرية.

نشر الوعي وتعزيز السياحة

دعمت التوصيات أيضًا ضرورة توظيف المخرجات الرقمية في نشر الوعي التراثي، من خلال تصميم تطبيقات تفاعلية وجولات افتراضية ثلاثية الأبعاد تعكس القيمة التاريخية والفنية للآثار والمواقع التراثية.

وأضاف المؤتمر أنه يجب إجراء أعمال صيانة دورية باستخدام التقنيات الحديثة مثل المراقبة الرقمية وتحليل التنبؤ بتغيرات المناخ، بالإضافة إلى أهمية اعتماد استراتيجيات لتحليل المخاطر للمباني والمواقع التراثية.

برامج تدريبية متخصصة

شدد المؤتمر أيضًا على أهمية إنشاء برامج تدريبية متخصصة للآثاريين وأخصائيي الترميم لتعريفهم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المتاحف والمواقع الأثرية، لضمان استدامتها.

كما طالبت التوصيات باستخدام نظم مراقبة ذكية تجمع البيانات البيئية والمناخية لحظة بلحظة، وربطها بقاعد بيانات تحليلية تساعد في اتخاذ إجراءات الصيانة الوقائية.

التعاون مع المجتمع الحرفي

أكد المؤتمر على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية المتخصصة والمجتمع الحرفي، لإنتاج تصميمات مستدامة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والفنون التراثية المصرية.

كما تم التأكيد على أهمية إعادة إحياء الحرف والصناعات التراثية والاستفادة منها في الترويج السياحي، واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لتوثيق التراث المصري.

الحفاظ على المباني والمواقع التراثية

ختاماً، دعا المؤتمر إلى ضرورة حماية المباني والمواقع التراثية ضد المخاطر الطبيعية والبشرية كونها تراثًا ماديًا يعكس أثر الإنسانية عبر العصور. كما تم التأكيد على أهمية إنشاء مراكز للرصد البيئي داخل مواقع التراث الثقافي للحفاظ عليها والصيانة الوقائية.