إنجاز علمي مذهل مع نجاح بحوث الفلزات في تصنيع ناشر اللهب محلياً
دور المراكز البحثية في توطين التكنولوجيا
سلط الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الضوء على أهمية الدور الذي تلعبه المراكز والمعاهد البحثية التابعة للوزارة في دعم سياسة الدولة نحو توطين التكنولوجيا وتعميق التصنيع المحلي في مختلف القطاعات الاستراتيجية. كما أكد على ضرورة التركيز على البحث العلمي التطبيقي وتعزيز قدرة هذه المراكز على توفير بدائل محلية للمنتجات المستوردة، مما يدعم الصناعة الوطنية ويحقق الاكتفاء الذاتي في المكونات الفنية عالية التقنية. وذلك يتجلى بشكل خاص في القطاعات الحيوية مثل الطاقة وتوليد الكهرباء.
نجاح تصنيع “ناشر اللهب” محليًا
في هذا السياق، أعلن الدكتور إبراهيم غياض، القائم بأعمال رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات، عن نجاح فريق المسبك التجريبي بالمركز، برئاسة الدكتور نادر الباجوري، في تصنيع مكون “ناشر اللهب” محلياً، ليكون بديلاً كاملاً للمكون المستورد الذي تعتمد عليه محطات الكهرباء بشكل أساسي.
تفاصيل إنتاج “ناشر اللهب”
وأوضح الدكتور نادر الباجوري أنه تم إنتاج “ناشر اللهب” بنسب تصنيع محلية 100% لصالح إحدى محطات الكهرباء في جمهورية مصر العربية، حيث تم توفير حوالي 60% من تكلفة المنتج المستورد. وقد تم إنتاجه محليًا بتكلفة لا تتجاوز 40% من قيمة الاستيراد.
وتعتمد القطعة المستوردة، التي تنتجها الشركة الإيطالية INSULDO، على سعر يقارب 2000 دولار أمريكي. بينما استطاع المركز أن ينتجها محليًا بتكلفة لا تتجاوز 35 ألف جنيه مصري مع الحفاظ على نفس التركيبة الكيميائية والخواص الميكانيكية للمنتج الأصلي.
ميزات الناشر المحلي
تتميز القطعة المنتجة محليًا بقدرتها على تحمل درجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية، كما تم تطبيق معالجة حرارية متقدمة لضمان المتانة والكفاءة التشغيلية وفقًا لأعلى المعايير الفنية.
دور “ناشر اللهب” في محطات الكهرباء
تستخدم هذه القطعة داخل وحدات محطات توليد الكهرباء كجزء من نظام موقد النار، حيث تعمل على توزيع الهواء الساخن بزاوية محددة على ريش التوربينات، مما يحقق أعلى كفاءة ممكنة في تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة حركية ثم كهربائية.
أثر اقتصادي كبير للإنتاج المحلي
وكل محطة كهرباء تحتاج إلى أربع وحدات، تحتوي كل وحدة على 18 موقد نار، ما يعادل 72 قطعة من “ناشر اللهب” في المحطة الواحدة. ويفوق استهلاكها السنوي ما بين 18 إلى 24 قطعة، مما يجعل الإنتاج المحلي له تأثير اقتصادي كبير ومستدام.
جهود البحث والتطوير
وأكد الدكتور إبراهيم غياض أن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في جهود المركز لتعميق التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على المكونات المستوردة. وأشاد بالجهود التي بذلها فريق الباحثين والمهندسين بالمسبك التجريبي، برئاسة الدكتور نادر الباجوري، الذين نجحوا في تنفيذ جميع مراحل التصميم والصب والمعالجة الحرارية والتجارب التشغيلية بنجاح.
وأوضح أيضًا أن المسبك التجريبي بالمركز يقوم بإنتاج العديد من قطع الغيار اللازمة لمختلف الصناعات المعدنية، مثل قطاع السيارات، هيئة السكك الحديدية، هيئة قناة السويس، وزارة الإنتاج الحربي، الهيئة العربية للتصنيع، وشركات الخدمات البترولية، بالإضافة إلى شركة المقاولون العرب.