وزير الري يعلن عن إطلاق مصر لآلية تمويل بقيمة 100 مليون دولار لمشروعات دول حوض النيل الجنوبي

منذ 5 ساعات
وزير الري يعلن عن إطلاق مصر لآلية تمويل بقيمة 100 مليون دولار لمشروعات دول حوض النيل الجنوبي

مصر تطلق آلية تمويلية جديدة لدعم دول حوض النيل الجنوبي

أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أن مصر قد أطلقت آلية تمويلية مخصصة بقيمة 100 مليون دولار، تهدف لدراسة وتنفيذ المشروعات التنموية في دول حوض النيل الجنوبي. هذه الخطوة تأتي لتحقيق استقرار حقيقي ومستدام في حوض النيل، وتنمية مشتركة، وتوزيع عادل للمنافع، بالإضافة إلى الإدارة المستدامة للموارد المائية المشتركة. ويتطلب ذلك تضامنًا وعملًا جماعيًا لتحويل التحديات إلى فرص، والتنافس إلى تعاون.

التزام مصر بتعزيز شراكات التعاون في حوض النيل

وخلال مشاركته اليوم الاثنين في جلسة “الشراكات الثنائية من أجل الصمود الإقليمي .. تعزيز التعاون عبر الحدود في حوض النيل” ضمن فعاليات “أسبوع القاهرة الثامن للمياه”، أكد الوزير التزام مصر الكامل بتوسيع شراكاتها مع جميع دول حوض النيل والدول الإفريقية. تهدف هذه الرؤية إلى جعل حوض النيل نموذجًا للتعاون الفعّال عبر الحدود، مما يعزز الصمود المناخي، ويدعم الأمن المائي والغذائي، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة والسلام في القارة.

تنفيذ مشروعات تنموية لدعم دول حوض النيل

وأضاف سويلم أن هذه الرؤية تتجسد في العديد من المشروعات التنموية بدول حوض النيل الجنوبي، حيث تؤكد مصر التزامها الثابت بالاندماج الإقليمي والازدهار المشترك. وذلك بتحويل مبادئ التعاون والمنفعة المتبادلة إلى واقع ملموس يخدم جميع دول الحوض.

دعم مشروعات الاستثمار في حوض نهر النيل

وأوضح الوزير أن مصر قد دعمت 37 مشروعًا ضمن برنامج الاستثمار في حوض نهر النيل (NELSAP) في دول البحيرات الاستوائية، مما يعكس التزامها بالتنمية المستدامة والمشروعات التي تحقق فوائد مشتركة بأقل آثار سلبية على دول المصب.

رفض الإجراءات الأحادية وضرورة التعاون

كما جدد الوزير رفض مصر القاطع للإجراءات الأحادية التي تتبعها إحدى دول الحوض الشرقي، حيث تتعارض هذه الإجراءات مع مبادئ التعاون والمنفعة المشتركة واحترام القانون الدولي.

أهمية المياه كأساس للحياة والسلام

وأشار سويلم إلى أن المياه ليست فقط مصدر الحياة، بل هي أيضًا أساس السلام والازدهار وكرامة الإنسان. وفي حوض النيل، حيث تتوحد دولنا بروابط هذا النهر العريق، تمثل المياه في ذات الوقت أكبر فرصة لنا، وأعظم تحدٍ نواجهه.

التحديات البيئية وضغوط نهر النيل

وأوضح وزير الري أن نهر النيل يواجه ضغوطًا غير مسبوقة نتيجة تغير المناخ، والنمو السكاني، وزيادة الطلبات على الموارد. هذه التحديات العابرة للحدود تتطلب عملًا جماعيًا والتزامًا تامًا بمبادئ القانون الدولي، حيث إن هذه التحديات لا تعرف حدودًا، ولا تستطيع أي دولة بمفردها مواجهتها.

استراتيجيات التعاون والمشروعات المشتركة

كما أشار سويلم إلى أن مصر تؤمن بأن التعاون ليس خيارًا، بل ضرورة. ومن هذا المنطلق، أنشأت مصر شراكات ثنائية قوية ومبادرات تعاون فني عبر حوض النيل، حيث تحققت نتائج ملموسة، مثل حفر آبار جوفية لتوفير مياه شرب آمنة للمجتمعات النائية، وتنفيذ نظم لحصاد مياه الأمطار لتعزيز الصمود في مواسم الجفاف، ومكافحة الحشائش المائية لتحسين إدارة الفيضانات وتسهيل الملاحة النهرية.

وشملت المبادرات أيضًا إنشاء مراكز متقدمة للتنبؤات الجوية لحماية الأرواح وسبل العيش من الأحداث المناخية المتطرفة، وتنفيذ مشروعات للحد من آثار الفيضانات لحماية السكان والممتلكات، بالإضافة إلى العديد من المبادرات الثنائية الأخرى التي تحقق منافع ملموسة لشعوب دول حوض النيل.

استثمار مصر في بناء القدرات الأفريقية

وأفاد وزير الري أن مصر استثمرت بشكل مستدام في تدريب وبناء قدرات الأشقاء الأفارقة من خلال مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA)، مما أسهم في تمكين جيل جديد من القادة القادرين على تشكيل مستقبل المياه في إفريقيا.