العلماء يكشفون الحقيقة حول العلاقة بين الكالسيوم والخرف

منذ 24 ساعات
العلماء يكشفون الحقيقة حول العلاقة بين الكالسيوم والخرف

دراسة جديدة: لا علاقة بين مكملات الكالسيوم وزيادة خطر الخرف

في تطور علمي يريح قلقًا دام لسنوات، أكد باحثون من جامعة إدث كوان بالتعاون مع جامعة كيرتن وجامعة أستراليا الغربية عدم وجود علاقة بين تناول مكملات الكالسيوم وزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى النساء المسنات.

تفاصيل الدراسة

تابعت هذه الدراسة أكثر من 1400 امرأة على مدار 15 عامًا، وأظهرت أن مكملات الكالسيوم لم تؤثر سلبًا على صحة الدماغ، مما يمنح طمأنينة لمن يتناولها للوقاية من هشاشة العظام.

تصريحات الباحثين

توضح نيجار جاسيميفارد، الباحثة في جامعة إدث كوان: “يُنصح عادة بتناول الكالسيوم كوسيلة للوقاية من هشاشة العظام أو لعلاجها، لكن أبحاثًا سابقة أثارت القلق حول تأثيره على وظائف الدماغ وزيادة خطر الخرف. تقدم نتائجنا طمأنينة للمرضى والأطباء على حد سواء بأن مكملات الكالسيوم آمنة من حيث التأثيرات العقلية.”

أهمية الكالسيوم في صحة العظام

تُعتبر هشاشة العظام من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين النساء بعد السبعين، حيث تصيب حوالي واحدة من كل خمس نساء. يعد الكالسيوم من العناصر الأساسية التي تُقوي العظام وتقلل من خطر الكسور.

منهجية البحث ونتائجه

أوضح الدكتور مارك سيم، الباحث في مركز أبحاث الشيخوخة بجامعة إدث كوان، أن الدراسة اعتمدت على بيانات من تجربة سريرية مزدوجة التعمية شملت حوالي 1460 امرأة، حيث تلقت نصفهن مكملات الكالسيوم والنصف الآخر دواءً وهميًا لمدة خمس سنوات، وقد تم متابعتهن لمدة 14.5 عاماً إضافياً. حتى بعد أخذ عوامل مثل النظام الغذائي ونمط الحياة والمخاطر الجينية في الاعتبار، لم تتغير النتائج.

وبخلاف الدراسات السابقة التي اعتمدت فقط على الملاحظات، فإن تصميم دراستنا العشوائي والمضبوط يقلل بشكل كبير من احتمالية وجود عوامل غير محسوبة تؤثر في النتائج.

دعوات لتوسيع نطاق البحث

أشار البروفيسور سيمون لوز، مدير مركز الصحة الدقيقة في الجامعة، إلى أن النتائج مرتبطة بالنساء المسنات، وخصوصًا من تجاوزن الثمانين، إلا أنه من الضروري توسيع نطاق البحث ليشمل الرجال والفئات العمرية الأصغر.

قال: “لضمان النتائج بشكل نهائي، نحن بحاجة إلى دراسات مستقبلية تقيم تأثير الكالسيوم، سواء بشكل منفرد أو مع فيتامين (د)، على صحة الدماغ كهدف رئيسي وليس كمؤشر ثانوي.”

الأهمية العملية للاكتشاف

وفي تعليق على النتائج، قالت البروفيسور بلوسوم ستيفن، المستشارة الطبية الفخرية في مؤسسة ديمينشيا أستراليا: “يعد هذا الاكتشاف خطوة هامة تعزز الثقة لدى الأطباء والمرضى بأن مكملات الكالسيوم لا ترتبط بزيادة خطر الخرف. وهذا حيوي، حيث أن الكالسيوم ضروري للعديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بالإضافة إلى صحته العظمية.”

الخاتمة

من خلال هذا البحث الطويل الأمد، وضع العلماء حدًا لأحد أكثر المخاوف تكرارًا بين كبار السن، مؤكدين أن الاهتمام بصحة العظام لا يعني التضحية بصحة الدماغ. تبقى مكملات الكالسيوم، عند استخدامها بشكل معتدل وتحت إشراف طبي، خيارًا آمنًا وضروريًا للحفاظ على جودة الحياة في مراحل الشيخوخة.