مفوضة الشئون الإنسانية بالاتحاد الأوروبي: المجاعة في غزة تتحول إلى واقع مأساوي

أكدت مفوضة الشئون الإنسانية وإدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي، “حاجة لحبيب”، أن المجاعة لم تعد حالة محتملة في غزة، بل أصبحت واقعاً يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، وخاصة الأطفال.
التقرير الأممي حول الحالة الغذائية في غزة
جاء ذلك في بيان صحفي صدر اليوم عن لحبيب، حيث علقت على التقرير الصادر عن هيئة “تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل” المدعومة من الأمم المتحدة، والذي يشير إلى وقوع مجاعة في غزة. وأضافت المسؤولة الأوروبية أن الأطفال في غزة يموتون بسبب الجوع والأمراض، بينما تعيش عائلات كاملة أيامًا متتالية بلا غذاء، مع انهيار شبه كامل في خدمات المياه والصحة.
وضع المجاعة في غزة
أكد تقرير هيئة “تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل”، التي تعتبر المرجع العالمي لتحليل أزمات الغذاء والتغذية، أن محافظة غزة تعاني من المجاعة منذ يوليو الماضي. كما يُتوقع أن تدخل كل من دير البلح وخان يونس في مرحلة المجاعة خلال الأيام القادمة، وقد تكونا قد وصلتا إليها بالفعل.
الوضع الإنساني وما يحتمه القانون الدولي
في بيانها، الذي نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي عبر موقعها الرسمي، شددت لحبيب على أن الوضع الإنساني بات غير محتمل. في الوقت الذي يموت فيه الناس جوعاً، لا تزال المساعدات مكدسة عند المعابر دون وصولها إلى المحتاجين. وأشارت إلى أن القانون الدولي الإنساني يلزم جميع أطراف النزاع بضمان توفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين، وخاصة الغذاء والماء والرعاية الطبية.
تزايد عدد المتأثرين بالجوع
منذ مايو 2024، سجلت غزة أسوأ تدهور في أوضاع الأمن الغذائي، حيث يواجه أكثر من 500 ألف شخص ظروفاً كارثية من الجوع الحاد. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى نحو 641 ألف شخص بحلول نهاية سبتمبر، وهو ما يقارب ثلث سكان القطاع. وذكرت المسؤولة الأوروبية أنه على الرغم من الجهود الدولية لإدخال الغذاء، فإن الكميات التي تصل غير كافية لمنع المجاعة.
دعوة عاجلة للعمل
وأكدت لحبيب أن حجم الكارثة يستدعي استجابة مستدامة وواسعة النطاق لتحقيق تعافٍ حقيقي. واختتمت بيانها بالتأكيد على ضرورة السماح لإسرائيل فورا بإدخال المساعدات عبر جميع الممرات الآمنة والفعالة، وتمكين المنظمات الإنسانية الدولية من العمل دون عوائق. وحذرت قائلة: “نقترب من نقطة اللاعودة، وكل يوم تأخير يعني مزيداً من الأرواح المفقودة، خاصة بين الأطفال.. الآن هو وقت التحرك، قبل فوات الأوان.”