قطر تعزز التزامها القوي بميثاق الأمم المتحدة من أجل السلام العالمي
جددت دولة قطر التزامها الراسخ بميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة استمرارها في دعم المنظمة الدولية وتعزيز شراكاتها، بالإضافة إلى مساندتها لجهود الإصلاح التي تهدف إلى تعزيز فعالية الأمم المتحدة والاستجابة للتحديات العالمية.
خطاب الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني في مجلس الأمن
جاء ذلك في بيانٍ ألقته الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول “منظمة الأمم المتحدة: تأملات في المستقبل” في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك.
دور الأمم المتحدة في تعزيز التعددية
أشارت آل ثاني إلى أن الأمم المتحدة على مدى الثمانين عاماً الماضية، قد شكلت منبراً عالمياً لا غنى عنه في تعزيز التعددية وتحقيق مقاصد الميثاق. ونجحت المنظمة في منع العديد من النزاعات واحتوائها حول العالم، مما يعكس دورها الحاسم في صون السلم والأمن الدوليين.
دور قطر في الوساطة وحل النزاعات
أكدت الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني أن دولة قطر تظل شريكاً استراتيجياً ملتزماً بأهداف الميثاق. كما نوهت بدورها الريادي في جهود الوساطة وحل النزاعات بطرق سلمية، وتخفيف التوتر في مناطق متعددة عبر العالم.
نجاح الوساطة في غزة
أوضحت آل ثاني أن من أبرز جهود قطر الأخيرة نجاح الوساطة بالتعاون مع جمهورية مصر العربية، الجمهورية التركية، والولايات المتحدة الأمريكية، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، الذي تم توقيعه في الثالث عشر من الشهر الجاري. وقد جاء ذلك ثمرة جهود دؤوبة استمرت لعامين لوضع حد لنزيف الدماء والمعاناة الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى والرهائن.
جهود الوساطة المستمرة
أضافت الشيخة علياء أن دولة قطر تواصل جهودها في مجال الوساطة وخفض التصعيد، مشيرة إلى استضافتها خلال الشهر الجاري وفدين من حكومة جمهورية باكستان الإسلامية وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية لتعزيز الحوار والاستقرار بين البلدين، بالتعاون مع الجمهورية التركية.
التعاون في القارة الأفريقية
ولفتت آل ثاني إلى امتداد جهود قطر إلى القارة الأفريقية، حيث استضافت في مارس الماضي حواراً بين جمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد توجت هذه الجهود بتوقيع آلية للإشراف والتحقق من وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية في الرابع عشر من أكتوبر الجاري، وفقاً لـ “إعلان مبادئ الدوحة” الموقع في يوليو 2025. وعبّرت عن شكرها للولايات المتحدة على شراكتها المثمرة في هذا الإطار.
أهمية مراجعة الأمم المتحدة
أوضحت الشيخة علياء أن دولة قطر تؤكد على ضرورة إجراء مراجعة شاملة لمنظومة الأمم المتحدة، تركز على تحديث أساليب العمل وتفعيل تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة لضمان المساءلة وعدم الانتقائية.
إحياء الحوار وتعزيز التعاون
كما أشارت آل ثاني إلى أهمية اتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة أزمة الثقة من خلال إحياء روح الحوار وتعزيز التعاون والوحدة داخل المنظمة. ويجب ضمان التعددية والشمول في إدارة الشؤون الدولية مع إتاحة دور أكبر للدول النامية والصغيرة في صنع القرار.
الإصلاحات ودعم مبادرة الأمم المتحدة 80
ونوّهت إلى ضرورة تسريع جهود إصلاح منظومة الأمم المتحدة ودعم تنفيذ مبادرة “الأمم المتحدة 80” بمساراتها الثلاثة، مشيدة بالمقترحات الواردة في تقرير الأمين العام بعنوان “إحداث تحولات جذرية: متحدون من أجل تحقيق المنجزات”.
الخطة الجديدة للسلام
لفتت الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني إلى أهمية الخطة الجديدة للسلام، التي تركز على الاستثمار في الوقاية، ومعالجة جذور النزاع، وبناء السلام المستدام. أكدت أن نجاح هذه الرؤية يتطلب هياكل فعالة وإرادة قوية لتعزيز التنسيق داخل المنظمة.