اكتشاف مذهل لأفران ومواقد أثرية في مهمة البحث عن المدينة المفقودة

منذ 3 ساعات
اكتشاف مذهل لأفران ومواقد أثرية في مهمة البحث عن المدينة المفقودة

كشف علماء الآثار في أوج هويوك “التل” في أفيون قره حصار، غرب تركيا، عن اكتشاف مثير يتضمن ثلاثة أفران مبنية من الطوب اللبن وموقدين. يُعتقد أن هذه المنشآت كانت تُستخدم لتوفير الطاقة لمنطقة إنتاج مركزية تعود إلى حوالي 1600 قبل الميلاد.

أهمية الاكتشاف

جاء هذا الاكتشاف نتيجة لأعمال تنقيب مستمرة تهدف إلى تحديد موقع مدينة بوروشاندا الغامضة، التي لم يُحدد مكانها بعد. يُعتقد أن هذا الاسم ذُكِر في السجلات المكتوبة المرتبطة بالإمبراطورية الأكادية، حسبما أفاد موقع turkiyetoday.

تفاصيل التنقيب

وأشار البروفيسور أوزديمير كوكاك، رئيس عمليات الحفر تحت إشراف مديرية متحف أفيون قره حصار، إلى أن الفريق قد وسع هذا العام من نطاق عملياته في منطقة تُعرف بـ “التل الشمالي”.

عثر الفريق على غرف بارتفاع يبلغ حوالي متر ونصف إلى مترين، بُنيت في أغلبها من الطوب اللبن (الطوب الطيني المجفف بالشمس) وأُحكمت في بعض الأماكن. يُعتقد أن هذه الفضاءات كانت تُستخدم كمراكز عمل.

الأنشطة المكتشفة

داخل هذه الغرف، اكتشف الفريق ثلاثة أفران مغلقة تُستخدم لحرق الفخار وتجهيز الطعام، بالإضافة إلى موقدين مفتوحين. تشير هذه المنشآت إلى وجود نشاط مُستدام ومنظم، مما يدل على استخدام متطور وليس عشوائي.

النتائج الأولية

أظهرت أعمال التنقيب، المعترف بها رسميًا كمشاريع رئاسية منذ عام 2024، عن معطيات مثيرة أخرى، بما في ذلك طبعات أختام وأجيرساك (دوامات مغزل) ودبابيس وأقراط من النحاس والرصاص، بالإضافة إلى سكاكين حجرية وقوالب صب معدنية وتماثيل وأوعية تخزين كبيرة.

وصرح كوكاك بأن هذه المكتشفات تشير إلى أن الموقع كان يعرف بإنتاج السلع وتصديرها إلى المناطق المجاورة، واصفًا أوج هويوك بأنه “مركز شحن” يتناسب مع حجم المواد المستخدمة فيه.

المشروع ومستقبل التنقيب

بدأ مشروع جامعة هويوك في عام 2020 ويعمل حاليًا ضمن إطار “التراث من أجل المستقبل”. يتكون الفريق الآن من 23 شخصًا، بما في ذلك علماء وطلاب يابانيون، ومن المقرر أن يستمر العمل الميداني حتى ديسمبر.

من جانبه، قال يوسف ألتين، مدير الثقافة والسياحة الإقليمي، إن الاكتشافات المتزايدة تعزز الفكرة بأن المركز الرئيسي للمدينة المفقودة قد يكون هنا، مشيرًا إلى أن الباحثين لا يزالون يبحثون عن لوح مكتوب أو نص يمكن أن يحسم الأمر.

خطط الترميم

أضاف ألتين أن أفران الطوب اللبن والمواقد تُعتبر اكتشافات معمارية هامة، ويخطط الفريق لترميمها وإعادة بنائها لتكون في متناول الزوار في السنوات المقبلة.

وأوضح أن مساحات العمل كانت تُستخدم على الأرجح لتلبية احتياجات القصر أو الإدارة، حيث يُظهر إنتاج الفخار والطعام الترابط الوثيق بإدارة المركز ومحيطه.