تأثير الوجبات السريعة على الذاكرة خلال 4 أيام فقط

منذ 5 ساعات
تأثير الوجبات السريعة على الذاكرة خلال 4 أيام فقط

تأثير الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة على الدماغ

كشفت دراسة جديدة من جامعة نورث كارولينا أن تناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة، مثل الوجبات السريعة المعروفة في النمط الغربي (كالبرجر والبطاطس المقلية)، يمكن أن يؤثر سلباً على الدماغ بشكل سريع. حيث أظهرت الدراسة أن مجرد أربعة أيام من اتباع هذا النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى فرط نشاط الخلايا العصبية في مركز الذاكرة بالدماغ (الحُصين)، مما يُعيق قدرة الدماغ على معالجة واسترجاع الذكريات.

تفاصيل الدراسة

نشرت الدراسة في مجلة Neuron، وقادها البروفيسور خوان سونج وفريقه. ركّزت الدراسة على نوع محدد من الخلايا العصبية المعروفة باسم CCK interneurons داخل الحُصين. أظهرت هذه الخلايا حساسية كبيرة لحرمانها من الجلوكوز، الذي يعد المصدر الأساسي للطاقة في الدماغ. وعندما تزداد نسبة الدهون في النظام الغذائي، يصبح وصول الجلوكوز إلى هذه الخلايا متعذراً، مما يؤدي إلى فرط نشاطها ويؤثر بشكل مباشر على الذاكرة.

تغيرات سريعة

المثير للاهتمام أن هذه التغيرات تحدث بسرعة كبيرة، حتى قبل أن يبدأ الجسم في زيادة الوزن أو تطوير مقاومة الأنسولين أو الإصابة بالسكري. هذا يشير إلى أن النظام الغذائي بمفرده قد يكون كافياً للبدء في اضطراب دوائر الذاكرة.

دور البروتين PKM2

اكتشف الباحثون أيضاً أن بروتين يُعرف باسم PKM2، والذي ينظم كيفية استخدام الخلايا العصبية للطاقة، يلعب دوراً محورياً في هذه العملية. عند اختلال عمل هذا البروتين بسبب الوجبات الغنية بالدهون، تتعطل قدرة الخلايا العصبية على الاستفادة من الطاقة بشكل طبيعي، مما يزيد من حدة الخلل في معالجة الذاكرة.

التدخلات الغذائية لتحسين الذاكرة

تشير النتائج إلى أن التدخلات الغذائية البسيطة يمكن أن تعكس هذه التأثيرات السلبية. فعندما أعاد الباحثون تزويد الدماغ بالجلوكوز، هدأ فرط النشاط العصبي وعادت الذاكرة للتحسن. كما أظهرت التجارب أن الصيام المتقطع بعد فترة من النظام الغذائي الغني بالدهون كان كافياً لإعادة التوازن للخلايا العصبية وتحسين الأداء الذهني.

أهمية التغذية لعقل صحي

تدعم هذه النتائج فكرة أن التغذية العلاجية يمكن أن تكون وسيلة فعالة للحفاظ على صحة الدماغ، خاصةً في مواجهة خطر الخرف أو مرض ألزهايمر المرتبطين بالسمنة واضطرابات الأيض.

تعليق الباحث سونج

يقول سونج: “ما نأكله يمكن أن يؤثر بسرعة كبيرة على الدماغ. وفهم هذه الآلية يفتح الباب لتدخلات مبكرة، سواء من خلال الحمية أو الأدوية، لحماية الذاكرة وتقليل خطر التدهور المعرفي.”