احتمالية توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لحظر الطاقة الروسية

منذ 2 ساعات
احتمالية توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لحظر الطاقة الروسية

ثقة مفوض الطاقة الأوروبي في الاتفاق السريع مع الولايات المتحدة

أعرب دان يورجنسن، مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة، عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق “سريع” يمنع دخول الطاقة الروسية إلى الاتحاد بحلول عام 2027. يأتي ذلك في ظل الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الاتحاد للتخلي عن وارداته من الغاز الطبيعي المسال من موسكو.

التنسيق الدبلوماسي بين بروكسل وواشنطن

تندرج هذه الخطوة ضمن التنسيق الدبلوماسي المتزايد بين بروكسل وواشنطن، خاصة خلال المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما أفادت قناة “يورونيوز” الإخبارية.

تحدث يورجنسن إلى الصحفيين خارج مقر المفوضية الأوروبية بعد اجتماع مع وزير الطاقة الأمريكي، كريس رايت. ناقشا خلاله استراتيجيات التخلص التدريجي من واردات الطاقة الروسية، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، لتقليل اعتماد أوروبا على روسيا ودعم أوكرانيا.

الاتفاقات التجارية والضغوط المستمرة

يأتي هذا الاجتماع عقب الاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في يوليو، حيث وافق الاتحاد على شراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، مما يعني نحو 250 مليار دولار سنويًا.

تعمل اتفاقية التجارة عبر الأطلسي على تعزيز الضغوط على الاتحاد الأوروبي لإنهاء وارداته من الطاقة الروسية بسرعة، لكي يتسنى له إبرام عقود جديدة مع الشركات الأمريكية.

اقتراحات لوائح الطاقة الروسية

قبل اعتماد اتفاقية التجارة، قدمت المفوضية الأوروبية اقتراحًا تشريعيًا يهدف إلى إنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية، سواء كانت الغاز أو النفط أو الطاقة النووية.

قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في خطابها عن حالة الاتحاد الأوروبي: “نحتاج إلى مزيد من الضغط على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات. نحتاج إلى مزيد من العقوبات، بما في ذلك تسريع التخلص من الوقود الأحفوري الروسي.”

جدول زمني لإنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية

يهدف الاقتراح إلى حظر العقود الجديدة بدءًا من يناير 2026، والعقود قصيرة الأجل بحلول يونيو 2026، والعقود طويلة الأجل بحلول نهاية عام 2027. من المقرر تمديد هذا القرار حتى نهاية عام 2027 بالنسبة للدول غير الساحلية التي لديها عقود طويلة الأجل.

تعارض دول مثل النمسا والمجر وسلوفاكيا هذا الحظر، نظرًا لاعتمادها على موسكو في مجال الطاقة.

الدعوة إلى مزيد من الدعم من الولايات المتحدة

قال المفوض الدنماركي للصحفيين: “لكي يتم إلغاء الطاقة الروسية بطريقة لا تؤدي إلى زيادة الأسعار أو مشاكل في أمن الإمدادات في أوروبا، نحتاج إلى مساعدة أصدقائنا الأمريكيين. نحن بحاجة لاستيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.”

على الرغم من تباين النهجين بين واشنطن وبروكسل بشأن دور الطاقة المتجددة، أقر المسئول بأن الجانبين لديهما “الكثير من القواسم المشتركة” ويمكنهما التعاون في مجالات تعود بالنفع على أوروبا.

أهمية الطاقة المتجددة

علق جوليان بوبوف، وزير البيئة البلغاري السابق، قائلاً إن الموقف الأخلاقي للاتحاد الأوروبي يتطلب قطع علاقات الغاز مع روسيا، ولكن هذا القرار لا ينبغي أن يتحول إلى مجرد استبدال بالغاز الطبيعي المسال الأمريكي.

وأشار إلى أن “الغاز الطبيعي المسال هو سلعة تتداول عالميًا، في حين أن الطلب الأوروبي على الغاز آخذ في الانخفاض. البديل الحقيقي للغاز الروسي يكمن في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.”

التوازن بين الالتزامات البيئية والصفقات التجارية

تطرح هذه الظروف تساؤلات حول ما إذا كانت الالتزامات المناخية في خطر إذا وافق الاتحاد الأوروبي على مراجعة بعض القوانين البيئية. أكد يورجنسن: “قواعد الميثان الأوروبية ليست قوانين تهدف إلى إعاقتنا أو منعنا من استيراد الطاقة التي نريدها. لقد أوضحت للوزير رايت أننا لن نتراجع عن تشريعاتنا.”

انتقدت النائبة الأوروبية جوتا باولوس (ألمانيا) الموقف “المؤسف” للمفوضية الأوروبية، محذرة من أن أي استثناءات للولايات المتحدة قد تؤدي إلى طلبات مماثلة من باقي المستوردين، مما يمكن أن يساهم في إضعاف فعالية اللائحة.

رسالة من المنظمات غير الحكومية

قبل المحادثات، أرسلت 14 منظمة غير حكومية، بما في ذلك شبكة العمل المناخي الأوروبية ومركز أبحاث “إمبر”، رسالة مشتركة تحث المفوضية على الدفاع عن لائحة الميثان الأوروبية ومعايير استيراد الميثان.