نص كلمة السيسي في اجتماعه مع الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة ترحيبية بجلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، وجلالة الملكة ليتيزيا، بمناسبة زيارتهما الأولى لمصر. وقد أعرب الملك فيليبي عن شكره للرئيس وقرينته على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.
كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي
بسم الله الرحمن الرحيم
جلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا،
جلالة الملكة ليتيزيا، ملكة إسبانيا،
معالي السادة الوزراء،
السيدات والسادة الحضور الكريم،
يسعدني أن أرحب بجلالة ملك إسبانيا وجلالة الملكة في بلدهما الثاني “مصر”، قلب العالم القديم وجسر التواصل بين الحضارات. مصر، التي تمتعت عبر التاريخ بعلاقات وثيقة مع إسبانيا وشعبها الأسري المالكي، لا تزال تعتبر وطناً ثانياً لهم، يفتح ذراعيه لاستقبالهم كزوار أعزاء وأصدقاء مخلصين.
أهمية الزيارة
إن زيارة جلالة الملك “فيليبي السادس” إلى مصر ليست مجرد زيارة تاريخية، بل إنها أول زيارة رسمية لمسؤول إسباني رفيع المستوى إلى مصر منذ ترفيع العلاقات بين بلدينا الصديقين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وقد تم إعلان هذه الشراكة خلال زيارتي لبلدكم في فبراير 2025، حيث تلقيت استقبالاً حاراً.
تعتبر هذه الزيارة تأكيداً جديداً على عمق علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا، وتعبيراً صادقاً عن رغبتنا المشتركة في تعزيز هذا التعاون وتطويره نحو آفاق جديدة.
علاقات ثنائية استراتيجية
نحن نعتبر أن لدينا نموذجاً يحتذى به في بناء علاقات إيجابية تدعم مصالح شعبي البلدين وتحقق أهدافهما المشتركة، سواء في الإطار الثنائي أو الإقليمي ومتعدد الأطراف.
تماشياً مع هذا، أود أن أشيد بالتعاون الثنائي في مجالات النقل، وأتطلع إلى استلهام نجاح هذا التعاون في كافة جوانب العلاقات بيننا. كما أود الإشارة إلى التعاون الثقافي المتميز بين البلدين، لاسيما في مجال التنقيب عن الآثار والحفاظ على التراث، حيث تعمل نحو “13” بعثة أثرية إسبانية في مصر في عدة مناطق.
التحديات الإقليمية
جلالة الملك، ليس بخافٍ عليكم ما تواجهه مصر من تحديات كبيرة في مجالات متعددة. كما تدرك إسبانيا التحديات الكبيرة التي تؤثر على القضية الفلسطينية، والتهديدات المباشرة التي تتعرض لها آفاق التسوية السياسية لهذه القضية، خاصة مع تفاقم الأوضاع في غزة.
نود أن نؤكد تقديرنا لمواقف إسبانيا المشرفة تجاه دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية التي تبقى جوهر الصراع في المنطقة.
التقدير للموقف الإسباني
أعبر عن تقديري العميق للموقف التاريخي لإسبانيا في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، واعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية في أوقات حرجة، مما يجعلها من أوائل الدول التي اتخذت هذا القرار العادل.
إن دعم إسبانيا للسلام العادل والشامل في المنطقة، يعكس التزامها بمبادئ الأخلاق والعدالة، وهو موقف يحظى بتقدير كبير على المستويين الرسمي والشعبي لدينا.
ختاماً
مرة أخرى، أجدد شكرى وتقديرى لجلالتكم واحترامى لشخصكم الكريم. أتمنى لكم زيارة ناجحة وممتعة في مصر. وأرحب بكم مجدداً، ونتطلع دائماً لرؤيتكم في زيارات قادمة إلى بلدكم الثاني “مصر”.