اكتشاف مفاجئ: نصف البالغين يعانون من جفاف العين دون طلب المساعدة

تشير الأبحاث الحديثة المقدمة في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لجراحة المياه البيضاء وتصحيح النظر إلى أن أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة وأوروبا يعانون من أعراض جفاف العين، ومع ذلك، فإن نسبة ضئيلة منهم فقط تحصل على تشخيص أو علاج مناسب.
دراسة شاملة حول جفاف العين
الدراسة، المعروفة باسم NESTS، شارك فيها أكثر من خمسة آلاف شخص من عدة دول، وكشفت عن أن المرضى يعيشون سنوات طويلة مع انزعاج يومي دون السعي للحصول على مساعدة طبية.
نتائج الدراسة
أوضحت النتائج أن حوالي 20% فقط من المرضى في أوروبا و17% في الولايات المتحدة حصلوا على تشخيص رسمي، في حين يستمر الآخرون في معاناتهم بصمت، وغالباً ما يعتبرون الحالة جزءًا طبيعيًا من التقدم في العمر.
آراء الخبراء
وذكر الدكتور بيوتر فوزنياك، جراح العيون والمتخصص في جفاف العين من بولندا: “تشير النتائج إلى وجود عدد كبير من المرضى الذين يعانون دون أي دعم. العديد منهم يرون أن جفاف العين أمر لا مفر منه مع تقدم العمر، بينما يمكن أن توفر لهم قطرات الترطيب راحة كبيرة”.
مدى تأثير الأعراض على الحياة اليومية
أشارت الدراسة إلى أن ما يصل إلى ثلث المرضى يعانون من الأعراض لأكثر من خمس سنوات قبل أن يراجعوا الطبيب. وأظهرت أن نصف المصابين تقريباً يعانون منها يومياً، مما يؤثر سلبًا على أنشطتهم اليومية مثل القراءة واستخدام الأجهزة الإلكترونية أو القيادة ليلاً. بعضهم اضطر للتقليل من استخدام المكياج أو لتخفيف استخدام التدفئة والتكييف بسبب تفاقم الأعراض.
المخاطر المحتملة لجفاف العين
لا تقتصر مشكلة جفاف العين على الانزعاج فحسب، بل يُعتبر مرضًا تقدميًا، مما يعني أن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهابات، التهاب الجفون، أو حتى ضعف الرؤية. ومن الوارد أيضًا أن يؤثر ذلك سلبًا على نتائج أي عمليات جراحية لاحقة في العين، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية.
أهمية العلاج المبكر
أكد الخبراء أن العلاج في غالبية الحالات بسيط، وغالبًا ما يبدأ باستخدام قطرات مرطبة للعين. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن ربع المرضى فقط يشعرون بأن علاجهم الحالي يلبي احتياجاتهم. توجد مجموعة من الأسباب التي تدفع الناس لتجاهل العلاج، منها عدم الوعي بخيارات العلاج، اعتبار الأعراض طبيعية، أو نقص المتابعة الطبية المنتظمة.
دعوة للوعي والتشخيص المبكر
تقول الدكتورة فيلومينا ريبيرو، رئيسة الجمعية الأوروبية لجراحة المياه البيضاء وتصحيح النظر: “تثير النتائج القلق، حيث تكشف أن عددًا قليلًا من المرضى يسعون للعلاج، رغم أن التشخيص المبكر وإدارة جفاف العين يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة الحياة والنجاح في العمليات الجراحية”.