اقتراب أمريكا من الركود التضخمي وخبراء يشيرون إلى سياسات ترامب كمسبب رئيسي

سلطت صحيفة “جارديان” البريطانية الضوء على أزمة الاقتصاد الأمريكي الحالية، حيث يعاني من ارتفاع الأسعار وتباطؤ نمو الوظائف، وذلك في ظل استمرار أسواق الأسهم بتحقيق مستويات قياسية.

الركود التضخمي ومخاوف الاقتصاد

أشارت الصحيفة إلى أن هذه الظروف أعادت إحياء مصطلح “الركود التضخمي”، الذي يجمع بين ضعف النمو الاقتصادي ووجود تضخم مرتفع. ورغم أن الولايات المتحدة لم تصل بعد إلى مرحلة الركود التضخمي الكامل، إلا أن البيانات الأخيرة تشير إلى اقترابها من هذا السيناريو.

تجارب تاريخية سابقة

التجربة التاريخية الأكثر وضوحاً في هذا السياق هي تلك التي حدثت في سبعينيات القرن الماضي، حيث أدت أزمة النفط إلى زيادة المشكلات المتعلقة بالأسعار وارتفاع معدلات البطالة.

تأثير السياسات الحكومية الحالية

يعتقد الخبراء الاقتصاديون أن سياسات إدارة ترامب، بما في ذلك الرسوم الجمركية المشددة وتقليص أعداد المهاجرين، لعبت دورًا مهمًا في دفع الاقتصاد نحو هذه الحالة. فقد ساهمت الرسوم الجمركية في رفع أسعار السلع، ما جعل الشركات تُحمّل جزءًا من هذه التكاليف على المستهلكين، بينما أدى تشديد الهجرة إلى تقليص عدد العمال المتاحين وزيادة تكاليف التوظيف.

الآثار الأولية للرسوم الجمركية

في البداية، بدت آثار الرسوم محدودة، حيث استمر خلق الوظائف وانخفض التضخم إلى أدنى مستوياته منذ عام 2021. ولكن البيانات الحديثة عن سوق العمل كشفت عن تراجع ملحوظ في معدلات التوظيف، تزامنًا مع ارتفاع التضخم إلى 2.9% في أغسطس، مما قلب توقّعات النمو والتضخم رأسًا على عقب وأثار القلق من دخول الاقتصاد في ركود تضخمي.

تحديات البنك الاحتياطي الفيدرالي

يجد البنك الاحتياطي الفيدرالي نفسه في موقف صعب؛ حيث أن رفع أسعار الفائدة قد يؤدي إلى زيادة في معدلات البطالة، بينما خفضها قد يفاقم التضخم. رغم هذه المخاوف، هناك أمل لدى المستثمرين أن يؤدي أي تخفيض محتمل في أسعار الفائدة إلى دعم سوق العمل دون إثارة موجة جديدة من ارتفاع الأسعار، لكن يبقى الغموض هو السمة السائدة.

تداعيات السياسات الاقتصادية الحالية

تحذر التحليلات الاقتصادية من أن الاستمرار في هذه السياسات قد يؤدي إلى نتائج اجتماعية قاسية، كدفع مئات الآلاف من الأمريكيين إلى الفقر. ومع ذلك، تصر إدارة ترامب على أن الفوائد ستظهر لاحقاً، معتبرة أن الأرقام الحالية “مزورة” ضدها، وتعهدت بحدوث طفرة غير مسبوقة في سوق العمل بالعام المقبل.

مفهوم الركود التضخمي

من المهم أن نلاحظ أن الركود التضخمي هو مصطلح يصف حالة من النمو “الراكد” المصاحبة لتضخم أسعار. وبذلك، فإن الشركات تنتج وتوظف أقل، بينما تستمر الأسعار في الارتفاع.