الأزهر يؤكد: سيدنا محمد نعمة إلهية رفعت مكانة الأمة الإسلامية وحملتها الرحمة

قال الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الدكتور ربيع الغفير، إن خطاب الله سبحانه وتعالى للنبي محمد ﷺ يحمل في طياته دلالات الحب والمكانة العظيمة التي يتمتع بها عند ربه. فنجد أن الله لم يناديه باسمه مجرداً، بل قال: “يا أيها النبي”، “يا أيها الرسول”، و”يا أيها المزمل”. حتى في مقام العتاب، كان الخطاب من الله مليئاً بالرقة، حيث قال: “يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك”.
أوصاف النبي ﷺ في الكتب السابقة
وأوضح الغفير، في الاحتفالات التي ينظمها الجامع بمناسبة ميلاد النبي ﷺ، أن أوصاف النبي ﷺ موجودة في الكتب السابقة، مما يعكس المكانة العلية التي منحها الله لخاتم أنبيائه. فعن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: “لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فقلت له: أتعلم صفة رسول الله ﷺ في التوراة؟ قال: أجل، إنه لموصوف ببعض صفاته في القرآن: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً}. ونجد في التوراة: “وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، فيقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً”.
رحمة سيدنا محمد ﷺ
وأضاف الغفير أن سيدنا محمد ﷺ هو هدية من الله سبحانه وتعالى للأمة الإسلامية، حيث قال: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”. في حين كانت الأمم السابقة تعاني من عذاب الله إذا عصت أنبياءها، فإن فضل سيدنا محمد ﷺ استطاع أن يرحم الأمة الإسلامية من هذا العذاب. لقد قال الله: “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم”، مما يدل على المكانة العظيمة للنبي محمد ﷺ. كما تميز النبي بشغفه على أمته، حيث لم يترك أمراً من أمور دينهم ودنياهم إلا ووضحه، مجسداً قوله: “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم”.
نسبه الشريف
بين الدكتور ربيع الغفير أن من دلائل تكريم الله لنبيه محمد ﷺ هو نقاء نسبه الشريف، فقد قال ﷺ: “خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح”. وفي حديث آخر، أضاف: “إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً، واصطفى بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق الأرض عنه، وأول شافع، وأول مشفع”.
احتفالية ذكرى ميلاد النبي ﷺ
تأتي هذه الاحتفالية ضمن سلسلة من الفعاليات التي ينظمها الجامع الأزهر الشريف للاحتفاء بذكرى ميلاد النبي محمد ﷺ. تهدف هذه الفعاليات إلى ترسيخ أخلاق النبي الكريم في نفوس المسلمين، مع التأكيد على أن ميلاد النبي ﷺ ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو مناسبة لتجديد العهد بالاقتداء بسيرته ونشر القيم التي تدعو إلى الرحمة، التسامح، والاعتدال.