تأثير الإفراط في مشاهدة تيك توك على الصحة النفسية وتركيز الانتباه

تيك توك وتأثيره على الصحة النفسية والجسدية
أصبح تطبيق “تيك توك” واحداً من أكثر منصات التواصل الاجتماعي شعبية بين مختلف الفئات العمرية. يتميز بمحتواه القصير والسريع الذي يجذب الانتباه بسرعة. ومع أن التطبيق يحتوي على مجموعة متنوعة من مقاطع الفيديو التي تشمل محتوى تعليمياً وترفيهياً، إلا أن الإفراط في استخدامه يمكن أن يترك آثاراً سلبية على الصحة النفسية والجسدية، خاصة عند قضاء ساعات طويلة يومياً في تصفح الفيديوهات.
الإفراط في المشاهدة وتأثيره على الواقع
قد يؤدي قضاء وقت طويل في مشاهدة الفيديوهات على تيك توك إلى تكوين صورة غير واقعية عن العالم. هذه الحالة من الانفصال عن الواقع قد تجعل الفرد أكثر عرضة للشعور بالفراغ العاطفي أو الإحباط عند العودة إلى حياته اليومية. كما يمكن أن يتعرض المستخدم لمحتوى مزعج أو سلبي، مما قد يتفاقم معه مشاعر القلق ويزيد من أعراض الاكتئاب.
مقارنة الذات بالآخرين
تعتبر مقارنة الذات بالآخرين من التأثيرات النفسية الشائعة المرتبطة بمتابعة تيك توك، حيث تعرض العديد من المقاطع أنماط حياة مثالية أو إنجازات مذهلة. قد لا تعكس هذه المقاطع الحقيقة، وغالباً ما تُنتج لجذب المشاهدات. مما يدفع المستخدمين للشعور بعدم الرضا عن حياتهم، ويؤثر سلباً على ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على تحديد قيمتهم الذاتية وهويتهم الشخصية.
تأثيرات تيك توك على تركيز الدماغ
يعتمد تيك توك على تقديم محتوى قصير وسريع الإيقاع، وهو ما قد يعيد تشكيل طريقة عمل الدماغ من حيث التركيز. التعرض المستمر لمقاطع فيديو قصيرة يعوِّد العقل على البحث عن تحفيز سريع ومكافآت فورية، مما يجعل من الصعب التركيز على مهام أطول وأكثر تطلباً مثل الدراسة أو العمل. على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبات واضحة في الانتباه وإدارة الوقت.
استخدام تيك توك بشكل واعٍ
يمكن أن يكون تيك توك، مثل أي أداة تكنولوجية، مصدراً للمتعة والمعرفة إذا ما تم استخدامه بوعي واعتدال. إلا أن الإفراط في استخدامه قد يحمل مخاطر حقيقية على الصحة النفسية والجسدية، بدءاً من القلق والاكتئاب وصولاً إلى ضعف الانتباه واضطرابات النوم. يكمن الحل في وضع حدود زمنية واضحة للاستخدام، ومراقبة نوعية المحتوى، والحرص على تحقيق التوازن بين الحياة الرقمية والأنشطة الواقعية. هذا الضبط يمكن أن يضمن الاستفادة من مزايا المنصة دون التعرض لآثارها السلبية.