آراء وزير الخارجية حول المتحف الكبير في مقال حصري لوكالة أنباء الشرق الأوسط

منذ 12 أيام
آراء وزير الخارجية حول المتحف الكبير في مقال حصري لوكالة أنباء الشرق الأوسط

افتتاح المتحف المصري الكبير: إنجاز يتجاوز الحدود

يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر حدثاً تاريخياً بارزاً في ثقافة وحضارة الإنسانية. فهو ليس مجرد متحف يعرض كنوز مصر القديمة، بل هو أيضاً رسالة فخر من أرض الكنانة تؤكد أن مصر تظل، كمنارة للحضارة الإنسانية، رمزاً للإبداع والتواصل الثقافي عبر الزمن.

رؤية مصرية تجمع الماضي والمستقبل

يعد هذا الصرح الضخم، الذي يُعتبر أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، تجسيداً لرؤية الدولة المصرية في دمج عراقة الماضي مع طموحات المستقبل. ويعكس مكانة مصر الفريدة كحلقة وصل حضارية بين مختلف شعوب العالم المحبة للثقافة والسلام.

جهود وزارة الخارجية المصرية

استبقت وزارة الخارجية المصرية هذا الافتتاح التاريخي بسلسلة من الجهود المكثفة، لضمان ظهوره بالصورة التي تليق بمكانة مصر. حيث قامت البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية بتعزيز الاتصالات لضمان أوسع مشاركة عالمية في هذا الحدث الفريد. وقد أكدت المشاركة المشرّفة لأكثر من 80 وفدًا رسميًا من بينهم حوالي 40 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات. وهذا يمثل رقماً غير مسبوق في فعاليات ثقافية دولية، مما يدل على اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية ودورها الثقافي والإنساني.

التزام عالمي لمشاركة الحدث

في إطار الحرص على جعل الافتتاح احتفالاً عالمياً، تم توجيه بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية في الخارج لتنظيم فعاليات موازية لحفل الافتتاح. وتمكنت هذه الفعاليات من بث الاحتفالية مباشرة بحضور كبار المسؤولين والشخصيات البارزة في مختلف المجالات. كما تم تصوير أفلام قصيرة في سبع دول، تشمل إيطاليا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وفرنسا وأستراليا واليابان، لعرضها ضمن فعاليات الافتتاح.

جهود استعادة التراث المصري

ولا يمكننا الحديث عن دور وزارة الخارجية دون الإشارة إلى جهودها المستمرة لاسترداد القطع الأثرية المصرية التي خرجت بطرق غير شرعية. تعمل الوزارة بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، لحماية التراث المصري والحفاظ على مقدراته التاريخية.

إنجاز ثقافي وسياسي متميز

تتزامن لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير مع مجموعة من النجاحات المصرية على الأصعدة كافة. بدءًا من قمة السلام في شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، والتي أكدت القوة السياسية لمصر، وحتى فوز مرشح مصر بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو كأول عربي، وبأعلى نسبة أصوات في تاريخ الانتخابات التنافسية. يُعد ذلك إنجازاً يُفتخر به لكل مصري ومصرية.

تؤكد الجهود المبذولة من وزارة الخارجية، جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة، أن مصر قادرة على تحويل حلمها الثقافي إلى حقيقة عالمية، مما يفتح أبواب جديدة للتعاون الثقافي والإنساني مع شعوب العالم. كما تثبت هذه الجهود قدرة مصر على عرض كنوزها بأفضل صورة، مما يدحض أي ادعاءات حول فقدان الآثار المصرية للاهتمام بعد خروجها من البلاد.

استدامة الرسالة الحضارية لمصر

تواصل وزارة الخارجية جهودها في تعزيز الصورة الحضارية لمصر عالميًا، لتبقى مصر قلب العالم النابض بالحضارة ومصدر إلهام للإنسانية.

انتهى