عجز الميزانية الأمريكية ينخفض نتيجة ارتفاع تاريخي في عائدات الرسوم الجمركية
سجلت وزارة الخزانة الأمريكية تراجعًا طفيفًا في عجز الميزانية لعام 2025، حيث بلغ العجز 1.78 تريليون دولار، بانخفاض قدره 41 مليار دولار أو 2.2% مقارنة بالعام المالي 2024. ويعود هذا التراجع إلى الارتفاع التاريخي في عائدات الرسوم الجمركية، رغم استمرار الضغوط الناتجة عن خدمة الدين القومي المتزايد.
تأثير الحرب التجارية والإيرادات الجمركية
شهد عام 2025 حربًا تجارية حادة مع تكاليف تمويل مرتفعة، إلا أن الحكومة الأمريكية تمكنت من تقليص العجز بفضل فائض قدره 198 مليار دولار في شهر سبتمبر، وهو الأعلى في تاريخ هذا الشهر، وفقًا لشبكة “سي إن بي سي”.
ساهمت الرسوم التي فرضها الرئيس دونالد ترامب بشكل كبير في زيادة عائدات الجمارك إلى 202 مليار دولار خلال العام، بزيادة 142% عن عام 2024. في سبتمبر وحده، بلغت عائدات الرسوم 30 مليار دولار، بارتفاع 295% عن نفس الشهر من العام السابق.
تحسن نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي
وفقًا لتقديرات وزارة الخزانة، أدى هذا الانخفاض في العجز إلى تراجع نسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 5.9%، وهي المرة الأولى التي تقل فيها هذه النسبة عن 6% منذ عام 2022.
مدفوعات الفوائد مقابل نفقات الحكومة
كان التأثير الأكبر للعجز واضحًا في مدفوعات الفوائد على الدين القومي، حيث تجاوزت 1.2 تريليون دولار، وهو رقم قياسي، بزيادة تصل إلى 100 مليار عن عام 2024. وبلغ صافي الفوائد، بعد استبعاد عوائد استثمارات الخزانة، 970 مليار دولار، متجاوزًا نفقات الدفاع، ومتخلفًا فقط عن الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية.
رسوم ترامب وتأثيرها على الاقتصاد
في وقت سابق من هذا العام، فرض ترامب رسومًا جمركية مثيرة للجدل على الواردات الأمريكية، رغم التحذيرات من تأثيرها التضخمي. ومع ذلك، أظهرت البيانات أن الزيادات في الأسعار كانت محدودة، مما دفع الاحتياطي الفيدرالي للإشارة إلى احتمال خفض أسعار الفائدة قريبًا، مع استقرار المعدل الحالي بين 4.00% و4.25%.
الإيرادات والإنفاق الحكومي
جمعت الحكومة الأمريكية 5.2 تريليون دولار من الإيرادات خلال العام المالي، مقابل إنفاق تجاوز 7 تريليونات دولار. يمثل هذا الوضع تحديًا مستمرًا للحكومة الأمريكية في إدارة الميزانية وتحقيق التوازن المالي.