عثور على كبسولة رصاصية نادرة تضم عملات تاريخية قيمة في الإسكندرية

منذ 12 ساعات
عثور على كبسولة رصاصية نادرة تضم عملات تاريخية قيمة في الإسكندرية

تم العثور على كبسولة معدنية داخل أساسات إحدى الفيلات، تحتوي على مجموعة نادرة ومتنوعة من العملات المصرية التي تعود إلى عهدي السلطان حسين كامل والملك فؤاد الأول.

تفاصيل العملات المكتشفة

داخل الكبسولة، وُجدت ثلاث عشرة قطعة نقدية من فئات مختلفة، تبدأ من المليمات وصولاً إلى العملات الذهبية من فئة 100 قرش، بالإضافة إلى عملات صغيرة من عهد الملك فؤاد الأول.

تشمل المجموعة أيضًا عملة نادرة من فئة قرشان للسلطان حسين كامل، وعملات فضية من فئات 5 و10 و20 قرش، بالإضافة إلى ثلاث عملات ذهبية من فئات 20 و50 و100 قرش للملك فؤاد الأول، والتي تُعد من أندر الإصدارات في تاريخ المسكوكات المصرية الحديثة.

أهمية الاكتشاف التاريخي

أشار السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، إلى أن هذا الاكتشاف يمثل حلقة مهمة في تاريخ الإسكندرية. يعكس غنى تراثها الحضاري وتنوع مكوناته، بالإضافة إلى إسهامات الجاليات الأجنبية التي ساهمت في تشكيل هوية المدينة الكوزموبوليتانية.

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الكشف يُعتبر حلقة وصل ملموسة بين الطبقات التاريخية لمدينة الإسكندرية، بدءًا من العصر الهلينستي والروماني حتى العصر الحديث للجاليات الأجنبية.

دلالات ثقافية وتاريخية

أضاف الدكتور إسماعيل خالد أن هذا الاكتشاف يُبرز مكانة الجالية اليونانية وإسهاماتها في النسيج الحضاري للمدينة، بما في ذلك الحفاظ على طقوسها وموروثاتها الثقافية التي اندمجت مع البيئة المصرية.

كما يشير هذا الاكتشاف إلى عادة تاريخية شائعة في وضع ودائع تأسيس داخل المباني الجديدة، وهي عادة تعود جذورها إلى التراثين اليوناني والمصري القديم، لضمان البركة والرخاء.

معلومات عن الفيلا والكبسولة

أوضح الأستاذ محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الفيلا التي وُجدت بها الكبسولة تعود لعائلة سلفاغو، إحدى أبرز العائلات اليونانية في الإسكندرية، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمدينة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

كما احتوت الكبسولة على وثيقة مكتوبة باللغة اليونانية على الآلة الكاتبة، مرفقة بتوقيعات يدوية ودعوات، تشير إلى وضع حجر الأساس للفيلا في الأول من مايو 1937 على يد قسطنطين م. سلفاغو، بدعم من والدته جوليا ك. سلفاغو، تحت إشراف المعماري الفرنسي جان والتر. يعكس ذلك الطقوس الثقافية والدينية للجالية اليونانية في توثيق لحظات تأسيس منازلهم.

عرض العملات في المتحف

يأتي هذا الكشف في إطار حرص الوزارة على تسجيل وتوثيق جميع عناصر التراث المادي عبر مختلف الفترات التاريخية، مع إظهار إسهامات جميع مكونات المجتمع المصري، بما في ذلك الجاليات التي ساهمت في تشكيل هوية الإسكندرية كمدينة كوزموبوليتانية.

من المقرر عرض العملات المكتشفة في معرض خاص بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، لتكون شاهدًا حيًا على هذا الفصل الفريد من تاريخ المدينة.