توقف دراسة خل التفاح للتنحيف بعد اكتشاف أخطاء جسيمة

منذ 17 ساعات
توقف دراسة خل التفاح للتنحيف بعد اكتشاف أخطاء جسيمة

أعلنت المجلة الطبية البريطانية سحب دراسة نشرت عام 2024 في مجلتها المفتوحة BMJ Nutrition Prevention & Health. حيث زعمت الدراسة أن تناول كميات صغيرة يوميًا من خل التفاح يساعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن على فقدان الوزن. وقد أثارت هذه الدراسة ضجة عالمية عند نشرها وتصدرت وسائل الإعلام، لكنها الآن تعتبر غير موثوقة بعد اكتشاف عيوب جوهرية في منهجيتها ونتائجها.

مراجعة شاملة وقرار السحب

جاء قرار السحب بعد مراجعة شاملة قادها فريق نزاهة المحتوى في المجلة، بمشاركة خبراء في الإحصاء الذين حاولوا إعادة تحليل البيانات. وقد كشفت المراجعة عن وجود مشاكل مثل الأخطاء الجسيمة في التحليل الإحصائي، والبيانات غير المنطقية، وضعف موثوقية البيانات الخام المقدمة من الباحثين. كما تم التغاضي عن شرح طرق البحث المستخدمة وغياب التسجيل المسبق للتجربة، وهو شرط أساسي لسياسات النشر في المجلة.

عدم القدرة على تكرار النتائج

أكد الخبراء أنهم لم يتمكنوا من تكرار النتائج، بل وجدوا مخالفات في البيانات تتطلب فحصًا مستقلاً إضافيًا.

وقد أقر مؤلفو الدراسة بوجود أخطاء غير مقصودة ووافقوا على قرار السحب. حيث قالت الدكتورة هيلين ماكدونالد، محررة أخلاقيات النشر في المجلة، إن “تقديم حل بسيط وسهل لفقدان الوزن قد يكون مغريًا، لكن النتائج الحالية غير موثوقة. لا ينبغي للصحفيين أو غيرهم الاعتماد على هذه الدراسة بعد الآن”.

أهمية التسجيل المسبق للتجارب السريرية

أضافت ماكدونالد أن القرار يعكس نهج المجلة الاستباقي في التحقيق بشفافية وحماية السجل العلمي. كما أقر البروفيسور مارتن كولماير، رئيس تحرير المجلة، بخطأ قبول الدراسة رغم غياب التسجيل المسبق، مبررًا ذلك بأن المؤلفين ينتمون إلى بيئة علمية ضعيفة التمثيل في أبحاث التغذية. وأفاد أن المجلة كانت تسعى لدعم التجارب السريرية النادرة في هذا المجال لكنه اعترف أن قرار النشر كان خاطئًا عند النظر بالأثر الرجعي.

خلاصة

تسلط هذه القضية الضوء على أهمية التسجيل المسبق للتجارب السريرية لحماية مصداقية الأبحاث، وكذلك ضرورة التدقيق في البيانات والتحليل قبل النشر. كما تشير إلى مخاطر التسرع في تضخيم النتائج الأولية إعلاميًا، خصوصًا عندما تتعلق بصحة الناس وعلاجاتهم. وبناءً عليه، لم يعد هناك أي دليل علمي موثوق يثبت أن خل التفاح يساعد على إنقاص الوزن، إذ تم سحب الدراسة التي دعمت هذا الادعاء رسميًا، وأعلنت أنها تحتوي على أخطاء لا يمكن إصلاحها.