خطة جديدة لتعزيز الدفاع الأوروبي تتصدر محادثات المفوضية الأوروبية وأمين عام الناتو

رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه في الجلسة الخامسة لحوار “كلية الأمن” في بروكسل. جاء هذا الاجتماع لمناقشة الوضع الأمني في أوروبا، مع التركيز على تبادل وجهات النظر وبحث خطط تعزيز الدفاع الأوروبي في المستقبل.

أهمية الحفاظ على السلام

خلال مؤتمر صحفي مشترك مع روتّه، أكدت فون دير لاين أن الحفاظ على السلام يعد من المهام الأساسية للاتحاد الأوروبي. ورغم تغير الأدوات المستخدمة على مر الزمن، يبقى الهدف ثابتًا.

الوضع في أوكرانيا

أوضحت فون دير لاين أن مرور 3 سنوات و7 أشهر على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا لم يؤثر بشكل كبير على صمود “كييف”، إذ لم تفقد أي أراضٍ تقريبًا هذا العام. ورغم خسارة روسيا لأكثر من ربع مليون جندي، لم تتمكن من السيطرة سوى على 1% من الأراضي الأوكرانية المحتلة منذ بدء النزاع. في ظل ذلك، تواجه روسيا أيضًا ضغوطًا اقتصادية متزايدة، حيث تخطى التضخم 10% وارتفعت أسعار الفائدة إلى 17%.

لحظة حاسمة

أكدت فون دير لاين أننا نعيش لحظة حاسمة قد تؤدي فيها أفعالنا إلى نقطة تحول في الصراع. كما تحدثت عن الخطوات غير المسبوقة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، مثل “الورقة البيضاء” التي حددت الاتجاهات الإستراتيجية وإنشاء أداة التمويل الدفاعية “SAFE” التي بدأت العمل بسرعة.

خطوات المرحلة المقبلة

أعلنت فون دير لاين أن المجلس الأوروبي غير الرسمي سيناقش غدًا خطوات المرحلة المقبلة، مشيرة إلى ثلاثة محاور رئيسية في مجال الدفاع الأوروبي.

تعزيز القدرات العسكرية

المحور الأول هو تعزيز القدرات العسكرية، حيث أكدت على أهمية تطوير قدرات قابلة للتشغيل المشترك بين الناتو والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، من خلال زيادة المشتريات المشتركة.

مشروعات كبرى لمواجهة التهديدات

أما المحور الثاني فيتعلق بضرورة تدشين مشروعات كبيرة، مثل مشروع “مراقبة الجناح الشرقي”، لمواجهة التوغلات الخارجية بالطائرات المسيّرة. سيتضمن ذلك إنشاء “جدار الطائرات المسيّرة” بالتعاون مع أوكرانيا وبالتنسيق الوثيق مع الناتو.

تعزيز الجاهزية الصناعية الدفاعية

المحور الثالث هو تعزيز الجاهزية الصناعية الدفاعية. دعت فون دير لاين إلى تطوير صناعة دفاعية أوروبية مبتكرة ومرنة، قادرة على الإنتاج السريع والواسع النطاق لمعدات عسكرية متطورة. وكشفت أن الاتحاد سيعرض “خريطة طريق الجاهزية 2030” خلال أسبوعين.

زيادة الضغط على روسيا ودعم أوكرانيا

في سياق أوكرانيا، أكدت فون دير لاين على أهمية اتباع ثلاث استراتيجيات رئيسية. أولًا، زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا من خلال حزمة جديدة من العقوبات تشمل الطاقة والخدمات المالية والتجارة، بالإضافة إلى منع واردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا.

ثانيًا، تعزيز الدعم العسكري لكييف من خلال اتفاق يتم بموجبه تخصيص ملياري يورو لزيادة إنتاج الطائرات المسيّرة. ثالثًا، إنشاء آلية “القرض التعويضي” بالاعتماد على الأصول الروسية السيادية المتجمدة، بحيث يُصرف القرض على مراحل وبشروط محددة، مع توجيه جزء منه لدعم الصناعات الدفاعية الأوروبية.