المجر تواصل استيراد النفط الروسي متحدية الضغوط لوقفه

تصريحات وزير الخارجية المجري حول النفط الروسي
أكد وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، أن بلاده ستواصل شراء النفط الروسي، حتى في حال طلب منها حليفها، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوقف عن ذلك. وأشار سيارتو إلى القيود الجغرافية التي تواجه بلاده، كونها دولة حبيسة ولا تمتلك منفذاً بحرياً.
زيارة نيويورك واجتماعات الأمم المتحدة
جاءت تصريحات سيارتو خلال زيارته لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عقب لقاء ترامب بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وفقاً لما نقلته وكالة “بلومبرج” الأمريكية.
رد سيارتو على ضغوط ترامب
كان ترامب قد أشار إلى إمكانية استخدام علاقته القوية مع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، للضغط عليه لوقف مشتريات النفط الروسي. لكن سيارتو أوضح أن ذلك “ليس خيارًا مطروحًا”، مضيفًا: “نحن دولة حبيسة.. إذا كان لدينا منفذ بحري، لتمكنا من بناء مصفاة أو محطة للغاز الطبيعي المسال والوصول إلى السوق العالمية، لكن هذا غير متاح الآن”.
الصعوبات التي تواجه المجر
تعكس هذه التصريحات الوضع الحرج للمجر، التي تحاول التوازن بين علاقات أوربان الوثيقة بكل من ترامب والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. كما تبرز الصعوبات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في التغلب على معارضة المجر وسلوفاكيا لفرض عقوبات أشد على واردات الطاقة الروسية.
موقف ألمانيا من الضغط الأوروبي
في سياق متصل، أشار وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديبول، إلى المفارقة في أن يأتي الطلب من ترامب، الذي يعتبر أوربان من أقرب حلفائه في الاتحاد الأوروبي. وأوضح: “إذا شعر أوربان بضغوط من ترامب لاستخدام مصادر طاقة بديلة، فهذا تطور مرحب به من وجهة نظر أوروبا”.
الإجراءات الأوروبية تجاه النفط الروسي
حالياً، تعمل المفوضية الأوروبية على دراسة تدابير تجارية تستهدف واردات النفط الروسي عبر خط أنابيب “دروجبا” الذي يزود المجر وسلوفاكيا. ولكن، حتى الآن، ترفض بودابست وبراتيسلافا التنويع بعيداً عن النفط الروسي، مشددتين على أن ذلك يعرض أمنهما الطاقوي للخطر.
زيادة مشتريات النفط والغاز الروسي
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، ضاعفت حكومة أوربان مشترياتها من النفط والغاز الروسيين، وهو ما دفع منتقدين إلى التأكيد على أن الحكومة لم تفعل ما يكفي لتنويع مصادر الطاقة. فضلت بودابست النفط الروسي على خيارات بديلة عبر كرواتيا، مستندة إلى ارتفاع الرسوم وضعف الطاقة الاستيعابية لتلبية كافة احتياجاتها. أما سلوفاكيا، التي تحصل على إمدادات نفطية عبر المجر، فقد أكدت الأسبوع الماضي على ضرورة توفير بدائل قبل البدء في التخلص التدريجي من الطاقة الروسية.
الإعفاءات المؤقتة من العقوبات
تستفيد الدولتان من إعفاءات مؤقتة ضمن العقوبات الأوروبية المفروضة على واردات النفط الروسي عبر الأنابيب. وفي الوقت نفسه، يناقش الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات التاسعة عشرة، التي قد تشمل شركات في الهند والصين تسهل تجارة النفط الروسي.