الإفتاء تؤكد: تعزيز الوعي وقيم التنمية المستدامة أساس بناء الشخصية الوطنية القوية
أكد الدكتور طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أهمية بناء استراتيجية وطنية للوعي تهدف إلى نقل الفهم من الإطار النخبوي إلى الشّعبي. ويتعين على المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية والفنية تبني هذه الاستراتيجية. حيث إن الخطر الحقيقي الذي تواجهه المجتمعات يأتي من غياب الوعي. يجب أن تستلهم هذه الاستراتيجية أهدافها من منظومة القيم وكذلك من أهداف التنمية المستدامة، مع الحفاظ على خاصية الاستدامة كعنصر أساسي، لأن الوعي المستدام أصبح ضرورة ملحة لمواجهة الانحرافات والأزمات المجتمعية.
كلمة المؤتمر
جاءت تصريحات الدكتور طارق أبو هشيمة خلال مؤتمر “الوعي وركائز تحقيق التنمية المستدامة” الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية، بمشاركة مجموعة مميزة من الشخصيات الدينية ورجال الفكر والسياسة والإعلام. ومن ضمن الحضور كان الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والقس الدكتور أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، والدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب.
الوعي وقيم التنمية المستدامة
وأشار الدكتور طارق أبو هشيمة إلى أن الربط بين الوعي وقيم التنمية المستدامة يهدف إلى بناء شخصية وطنية قادرة على مواجهة التحديات، خاصة في ظل حالة السيولة التي تؤثر على جميع جوانب الحياة.
مبادرات لتعزيز الوعي
واقترح مجموعة من المبادرات لتعزيز قيمة الوعي في المجتمعات، من بينها إدراج وحدات دراسية متخصصة تركز على قضايا الوعي في مختلف مراحل التعليم. بالإضافة إلى دعم ورش العمل التي تهتم بتطوير القيادة الواعية وإدارة الأزمات وحل المشكلات. كما دعا إلى طرح مشروعات تطبيقية تخدم المجتمع، وتفعيل أدوات التقييم الذاتي واختبارات الوعي، مما يساهم في قياس القدرة على التمييز بين الحقائق والمعلومات المضللة وصد الأفكار النمطية. فغياب الوعي القوي يعني وجود مجتمعات هشة.
ختام المؤتمر
واختتم الدكتور طارق أبو هشيمة كلمته بالتأكيد على أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في جمعه بين قضيتين محوريتين: الوعي والاستدامة. يجب أن يكون الوعي موجودًا وقويًا لدرء الهجمات التي تتعرض لها المجتمعات والأوطان، خاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والنزاعات. هذا الوعي القوي يمكن أن يكون درعًا فعالًا ضد الانحرافات الفكرية التي قد تهدد استقرار المجتمعات ويعمل كحائط صد لكل ما يُحاك ضد الأوطان.