اكتشاف آثار قدم لامرأة تعود لـ 2000 عام في تركيا يسلط الضوء على الحضارات القديمة

منذ 3 ساعات
اكتشاف آثار قدم لامرأة تعود لـ 2000 عام في تركيا يسلط الضوء على الحضارات القديمة

اكتشاف بصمة قدم عمرها 2000 عام في ساجالاسوس القديمة

تمكن علماء الآثار خلال أعمال التنقيب في مدينة ساجالاسوس القديمة بولاية بوردور في تركيا من العثور على بصمة قدم عمرها 2000 عام مطبوعة على بلاط سقف طيني. ووفقًا لموقع turkiyetoday، تُشير التقديرات إلى أن هذه البصمة تعود لامرأة ارتدت حذاءً رومانياً مدبباً يُعرف باسم كاليجاي، وذلك بينما كان البلاط لا يزال يجف.

معالم معمارية وآثار حياتية

تتميز ساجالاسوس، التي أُدرجت في القائمة المؤقتة للتراث العالمي لليونسكو منذ عام 2009، ليس فقط بالعمارة الرومانية الضخمة، بل تكشف أيضًا عن جوانب متعلقة بالحياة اليومية في تلك الحقبة.

البصمة كحلقة وصل تاريخية

تُعتبر هذه البصمة واحدة من الروابط الملموسة النادرة التي تربطنا بالأشخاص الذين عاشوا في المدينة قبل ألفي عام. وأوضح البروفيسور جيروين بوبلوم من جامعة لوفين الكاثوليكية، والذي يعمل في ساجالاسوس منذ 35 عامًا، أن الباحثين قد عثروا بالفعل على أنواع مختلفة من المسامير الحديدية أثناء عمليات التنقيب، ولكن لم يتم تحديد وظيفتها بدقة حتى الآن.

تحليل البصمة ودلالاتها

أكد التحليل المجهري للبصمة أن المسامير الأطول كانت مُثبتة حول حواف الحذاء، بينما كانت المسامير الأقصر تُستخدم لتعزيز النعل. ووفقًا لبوبلوم، تشير هذه البصمة إلى حذاء بمقاس 37 تقريبًا وفق المقاييس الأوروبية الحديثة، مما يشير إلى أن الحذاء يعود لامرأة، مما يُبرز الدور الفعال الذي لعبته المرأة في المجتمع الروماني.

إعادة بناء الأحذية الجلدية

شجع هذا الاكتشاف فريق التنقيب على إعادة تصميم الأحذية الجلدية بناءً على أنماط المسامير وأبعادها. وأوضح بوبلوم أن هذه البصمة النادرة تتيح لهم تحديد نوع الحذاء بشكل دقيق، وأشار إلى أنهم سيقومون بفصل وفهرسة العدد الكبير من المسامير الحديدية التي تم العثور عليها سابقًا في المخازن.

سياق تاريخي وثقافي

يفترض الباحثون أن إعادة تصميم الأحذية ستساعد في تسليط الضوء على كيفية تأقلم الرومان في ملابسهم مع طبيعة المناخ والتضاريس الوعرة في الأناضول. ومنذ بدء حفريات ساجالاسوس الكبرى في عام 1989 تحت إشراف البروفيسور مارك والكنز، تم الكشف عن العديد من الاكتشافات الهامة، بما في ذلك تماثيل ضخمة للإمبراطورين هادريان وماركوس أوريليوس، وإفريز للفتيات الراقصات، ومنحوتات لآلهة مثل نايكي وديونيسوس ونيميسيس. كما يضم الموقع نافورة أنطونيوس، التي لا تزال تتغذى من قنوات المياه القديمة.